قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
178214 مشاهدة
بيع ما يؤكل ما في جوفه

ويصح بيع ما مأكوله في جوفه كرمان وبطيخ وبيع بدعاء الحاجة لذلك، ولكونه مصلحة لفساده بإزالته.


ومعلوم أن الأشياء الخفية التي تُقصد تارة تعرف ... البيع وبالعادة وتارة لا تعرف، فمثل ذلك الرمان في ظاهره هذه القشرة، وفي داخله الحب المأكول؛ فإذا لم يُبع إلا بعدما يكسر فقد يفسد وقد يغبر؛ فلأجل ذلك يتسامح فيه فيباع وهو في قشره للحاجة الداعية إلى بيعه وللمشقة في فتح كل حبة من الرمان، فقد يكون مثلا صناديق كثيرة ملء سيارة، فإلزامه بأن يفتحوا كل حبة فيه مشقة. وكذلك الجح البطيخ بأنواعه هذا أيضا مما يقع مشقة في فتح كل واحدة، هل هي ناضجة أم غير ناضجة؟ فيصح بيعه على ما هو عليه. نعم.
..نعم عندنا حديث ما كملناه.
..وفي الجملة... نعم.