إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
شفاء العليل شرح منار السبيل
198952 مشاهدة
طرق تطهير الماء النجس

قوله: [فإن زال تغيره بنفسه: أو بإضافة طهور إليه، أو بنزح منه، ويبقى بعده كثير، طهر] أي عاد إلى طهوريته.


الشرح: بين المؤلف هنا طرق تطهير الماء النجس وهي ثلاث طرق: أحدها: أن يزول تغير هذا الماء النجس الكثير بنفسه، مثال هذا: أن يكون عندنا ماء يبلغ القلتين وهو نجس، ولكنه بعد يومين أو ثلاثة زالت نجاسته دون أن نضيف إليه شيئا، فإن هذا الماء يصبح طهورا؛ لأن الماء الكثير يقوى على تطهير غيره، فتطهير نفسه من باب أولى.
الطريقة الثانية: أن يضاف إليه ماء طهور كثير، لأننا لو أضفنا إليه ماء طهورا قليلا لتنجس بملاقاته للنجاسة. مثال ذلك: أن يكون عندنا إناء فيه ماء نجس يبلغ نصف قلة، فإذا أردنا تطهيره نضيف إليه ماء طهورا يبلغ القلتين حتى يتغير هذا الماء النجس وتزول نجاسته بالمكاثرة، فيبقى عندنا ماء طهور كثير يبلغ قلتين ونصف.
الطريقة الثالثة: أن ينزح من الماء النجاسة حتى يبقى بعده ماء طهور كثير، أي يبلغ قلتين فأكثر على اختيار المؤلف في حد الماء الكثير.
هذه هي طرق تطهير الماء النجس، والصواب في هذا أن يقال بأنه متى زال تغير النجس فإنه يطهر بأي وسيلة كانت، وسواء كان قليلا أم كثيرا.