لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
شفاء العليل شرح منار السبيل
313655 مشاهدة print word pdf
line-top
استقبال القبلة والسواك وغسل الكفين ثلاثا

قوله: ]فصل: وسننه ثمانية عشر، استقبال القبلة ] قال في الفروع: وهو متجه في كل طاعة إلا لدليل.
[والسواك] لما تقدم.
[وغسل الكفين ثلاثا] لحديث عثمان


الشرح: بعد أن ذكر المؤلف فروض الوضوء وشروطه وواجباته وصفته ذكر في هذا الفصل سننه، والسنة ما يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، وسنن الوضوء مما يكمل الوضوء ويجعله على أفضل وجه، ويزيد في أجر المتوضئ حيث عمل بهذه السنن الواردة عن نبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم- وأول هذه السنن أن يستقبل القبلة حال وضوئه لأنها أشرف جهة، ولأن العادة في العبادات أنها تفعل حال استقبال القبلة، كالصلاة، والدعاء، ودفن الجنازة، والسجود، والذبح، ونحو ذلك.
وأما السواك فلقوله -صلى الله عليه وسلم- لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء .
ومن سنن الوضوء غسل الكفين ثلاثا في بداية الوضوء لأنهما آلة نقل الماء، ودليل ذلك حديث عثمان- رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم- فأفرغ على كفيه ثلاث مرات فغسلهما ثم أدخل يمينه في الإناء.. أما إذا كان المتوضئ قائما من نوم ليل فإنه يجب عليه غسل كفيه ثلاثا لقوله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا.. .

line-bottom