إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
شفاء العليل شرح منار السبيل
203832 مشاهدة
إدخال السبابتين في صماخي الأذنين ومسح ظاهرهما بالإبهام

قوله: [ويدخل سبابتيه في صماخي أذنيه ويمسح بإبهاميه ظاهرهما] لحديث ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما صححه الترمذي و للنسائي باطنهما بالسباحتين وظاهرهما بإبهاميه .


الشرح: قد ذكرنا عند الحديث على فروض الوضوء أنه يمسك أذنيه مع رأسه لقوله -صلى الله عليه وسلم- الأذنان من الرأس وصفة ذلك أن يدخل سبابتيه في صماخي أذنيه أي في خرق الأذن، ثم يمسح بإبهاميه ظاهر الأذنين، ودليل ذلك ما روي عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح برأس وأذنيه باطنهما بالسبابتين وظاهرهما بإبهاميه رواه النسائي وقد ذكرنا أنه لا يلزم تتبع غضاريف الأذن بل يكتفي بما سبق.