لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
شفاء العليل شرح منار السبيل
203811 مشاهدة
ماء لا يكره استعماله ومنه مياه الآبار والعيون والأنهار

قوله: [والآبار والعيون والأنهار] لحديث أبي سعيد قال: قيل يا رسول الله أنتوضأ من بئر بضاعة (وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن) فقال -صلى الله عليه وسلم- الماء طهور لا ينجسه شيء رواه أحمد وأبو داود والترمذي . وحديث أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟..


الشرح: لا خلاف في طهورية مياه الآبار فإنها أغلب ما يستقي منه الناس، وذلك أن الله تعالى من حكمته جعل لا جوف الأرض أماكن متسعة، فإذا نزل المطر وجرى في الأودية، فإن الأرض تبتلعه في جوفها، ويبقى فيه حتى يحفر ويستقى منه، وقد قال تعالى: فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ أي: الله الذي جعل جوف الأرض مخزنا يحفظه حتى يحتاج إليه فيخرج وهو طاهر طيب، لا تغيره الأرض، ولا يتأثر بتراب ولا غيره.
وأما بئر بضاعة فهي بئر مشهورة في المدينة، وكانت في الطريق، ويقرب منها مجتمع الناس، ولذلك تسقط فيها خرق الحيض التي تتمسح بها النساء، وقد تسقط فيها الجيف، حتى ميتة الكلب، وكذا النتن من العذرة ونحوها، ولكنها لا تتغير، حيث يستقى منها كل يوم للنخل والشرب، ويتجدد الماء فيها فلا يتغير؛ فلذلك قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- الماء طهور لا ينجسه شيء وهذا الإطلاق مقيد بما إذا تغير أحد أوصافه، كما في حديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- حيث قالت: إلا ما غلب على ريحه، أو طعمه، أو لونه بنجاسة تحدث فيه .
وأما العيون فهي ما ينبع من الأرض، ويسيل على وجه الأرض، وأصله من مياه الأودية التي تختزن في المرتفعات، وكذا ماء الأنهار الجارية فإنها أيضا تسيل من أماكن رفيعة تمتلئ وقت السيل، ثم تندفع إلى المنخفضات، ودليل طهارتها حديث أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا متفق عليه