عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الثاني)
210838 مشاهدة
شركة العنان والمضاربة


فدخل في هذا: شركة العنان، وهي: أن يكون من كل منهما مال وعمل.
وشركة المضاربة: بأن يكون من أحدهما المال ومن الآخر العمل.


أنواع الشركات:
1- شركة العنان
قوله (فدخل في هذا: شركة العنان، وهي: أن يكون من كل منهما مال وعمل):
شركة العنان هي: أن يشترك بدنان بماليهما المعلومين، ليعملا فيه ببدنهما، والنسبة تكون بجزء معلوم من الربح لكل منهما أو لواحد منهما أو نحو ذلك.
فلا بد أن يكون المال من الاثنين، والعمل من الاثنين، فهذا يدفع- مثلا- عشرة آلاف، وهذا يدفع عشرة آلاف، ويشترون بضاعة ويفتحون دكانا، فهذه شركة عنان، كأنهما فرسا عنان متساويان، فيشتغل هذا ساعتين وهذا ساعتين أو يشتغلان جميعا يحضران جميعا، أو يشتغل هذا أول النهار، وهذا آخر النهار، يتفقان على الربح، أو يقول مثلا: أنت وكيل على المشتريات، وأنا وكيل على البيع، أو أنت وكيل على الأسفار فتسافر لتجلب السلع، وأنا أصرفها في البلاد، والربح بيننا، أو لك ثلاثة الأرباع لأنك تسافر وتخاطر، ولي الربع، أو لك الثلثان ولي الثلث، فكل هذه الصور جائزة.
2- شركة المضاربة
قوله: (وشركة المضاربة: بأن يكون من أحدهما المال ومن الآخر العمل):
مثال ذلك: أن يكون عندك- مثلا- عشرة آلاف، ولكنك لا تتفرغ لتصريفها، وأنا ليس عندي عمل وليس عندي مال، فآخذ هذه العشرة وأنميها وأتجر فيها، فإذا تمت السنة نظرنا مقدار الربح الذي اكتسبناه، ويكون لك ربح مالك ولي ربح عملي، فهذه تسمى المضاربة، فقد يكون بعض الناس عنده مال ولا يعرف كيف ينميه أو يتصرف فيه، أو أنه غير متفرغ للاتجار فيه، وآخر متفرغ وقادر على الشراء والبيع والتصريف، ولكن ما عنده مال، فيجتمعان فيكون من هذا المال ومن هذا العمل.