إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
شفاء العليل شرح منار السبيل
204233 مشاهدة
من مكروهات قضاء الحاجة البول في الجحر والنار والرماد

قوله: [وشق] لأنها مساكن الجن، لحديث قتادة عن عبد الله بن سرجس نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يبال في الجحر قالوا لقتادة ما يكره من البول في الجحر. قال: يقال إنها مساكن الجن رواه أحمد، وأبو داود . وروي أن سعد بن عبادة بال في جحر بالشام، ثم استلقى ميتا .
[ونار] لأنه يورث السقم، وذكر في الرعاية: ورماد.


الشرح: وهذا مما يكره البول فيه، لحديث قتادة عن ابن سرجس الذي ذكره الشارح، وقد صحح هذا الحديث الحاكم ووافقه الذهبي وأما قصة سعد بن عبادة فقد قيل بأنها لا تصح، مع أنها مشهورة عند المؤرخين، قال ابن عبد البر لم يختلفوا أنه- أي سعد وجد ميتا في مغتسلة، وقد اخضر جسده، قال: ولكني لم أجد لها إسنادا صحيحا على طريقة المحدثين .
وعلى كل: فهذه القصة مشهورة عند المؤرخين، وهم عادة وهم لا يذكرون الأسانيد، لذلك ذكر الإمام أحمد شأن التاريخ يروى أكثره بلا إسناد.
فمن المشهور إذا أن سعدا قد قتلته الجن بعد أن بال في الجحر، وأنهم قالوا بعد موته:
نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ورميناه بسـهم فلـم نخـطئ فـؤاده

فلعل ذاك الجحر كان مما تسكنه الجن، فانتقموا منه، ولا شك أن الجن تتسلط على الإنس إذا أضروا بهم ولم يذكروا اسم الله ، وأما إذا ذكروا اسم الله فإنه يحول بينهم وبين الذاكر.
ومثل البول في الجحر البول في النار أو الرماد فإن الرماد يقرب أن يكون من مساكنهم- أي الجن- لأنهم يسكنون الأماكن اللينة.
أما البول في النار فقد قيل بأنه يورث السقم، وقد يتطاير شيء من النار عليه إذا بال فيها، هكذا عللوا .