جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
شفاء العليل شرح منار السبيل
204229 مشاهدة
ترجمة صاحب متن دليل الطالب

الشيخ مرعي الكرمي -رحمه الله-
هو الشيخ: مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد الكرمي ثم المقدسي الحنبلي.
وُلِدَ في طور كرم بفلسطين وانتقل إلى القدس ثم إلى القاهرة واستقر بها إلى أن توفي رحمه الله تعالى.
وقد كان الشيخ مرعي مِن كبار علماء الحنابلة بمصر إماما محدِّثا فقيها، ذا اطلاع واسع على نقول الفقه، ودقائق الحديث، ومعرفة تامة بالعلوم المتداولة. وله مصنفات قيمة، وهي كثيرة متعددة، تبلغ (77) كتابا تقريبا، وقد تزيد على ذلك.
وكان ينظم الشعر، وله ديوان جيد، ومنه قوله:
لئـن قلَّدَ النـاسُ الأئمة إنني لفي مذهب الحَبر ابن حنبل راغبُ
أقلِّـدُ فتـواه وأعشـقُ قولَـه وللنـاس فيمـا يعشـقون مـذاهبُ

أَخذ العلم عن الشيخ محمد المرادي وعن القاضي يحيى الحجاوي
وفي مصر أخذ عن الشيخ محمد بن محمد بن عبد الله القلقشندي المعروف بمحمد حجازي الواعظ، وكان فقيها عالما، عالما بالتفسير والحديث، وقد شرح الجامع الصغير في اثني عشر مجلدا، وسَمَّاه: فتح المولى النصير بشرح الجامع الصغير توفي سنة (1035 هـ).
وأخذ عن الإمام المحقق أحمد بن محمد بن علي الغنيمي الأنصاري الخزرجي، وهو من فقهاء مصر وعلمائها، له حواشي وشروح في الأصول والعربية، ورسائل في الأدب والمنطق والتوحيد، وله تعليقات على تفسير البيضاوي و الزمخشري و أبي السعود جمعها في كتاب سُمِّيَ: حاشية الغنيمي في التفسير توفي سنة (1044 هـ).
توفي الشيخ مرعي في القاهرة في شهر ربيع الأول، سنة ثلاث وثلاثين وألف -رحمه الله- تعالى-.