شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الثاني)
213343 مشاهدة
من حقوق الزوجة على زوجها النفقة

وعليه: نفقتها، وكسوتها بالمعروف، كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ النساء: 19 .
وفي الحديث: استوصوا بالنساء خيرًا وفيه: خيركم خيركم لأهله .


قوله: (وعليه: نفقتها، وكسوتها بالمعروف... إلخ):
لقوله تعالى: وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ البقرة: 233 وهذا من حق زوجته عليه أكد ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- في خطبته في حجة الوداع فقال:
ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ولكم عليهن ألا يدخلن في بيوتكم أحدًا تكرهونه، ولا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه . تقدم هذا في حديث جابر الطويل في حجة الوداع.
قوله: (وفي الحديث: استوصوا بالنساء خيرا إلخ):
يأمر -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث بالصبر على المرأة، وتمام الحديث: استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن خلقن من ضلع أعوج وقال صلى الله عليه وسلم: إن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن استمتعت بها استمتعت بها على عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها فالرجل لا بد أن يلاحظ في

امرأته شيئًا من النقص أو المخالفة أو الخلل؛ فعليه أن يتحمل ويصبر ويستمتع بها ويصبر على العوج الذي يكون فيها.
وقوله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وفي تمامه قال: وأنا خيركم لأهلي يعني: أنه إذا قام الزوج بحق زوجته وأدى ما يلزمه وصحبها صحبةً حسنة وألان الكلام لها ودخل عليها بوجه منبسط وتبسم في وجهها وأعطاها ما تطلبه، فإنها تلين له وتحبه وتركن إليه وتوافقه؛ فيحصل الوفاق والمحبة بين الزوجين فيلتئم شمل الأسرة؛ لذلك قال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله .