إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
175741 مشاهدة print word pdf
line-top
التوحيد الاعتقادي قائد إلى التوحيد العملي

وقد ذكر العلماء أن التوحيد قسمان: توحيد عملي، وتوحيد اعتقادي؛ فالتوحيد الاعتقادي يبعث على التوحيد العملي, فمعرفة الله تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وعظمته وجلاله وكبريائه، والإيمان بما أخبر به عن نفسه؛ بما وصف به نفسه، وبما وصفه به نبيه وأنبياؤه عليهم الصلاة والسلام, الفائدة من هذا الاعتقاد؛ كون القلب يمتلئ بهذا الاعتقاد, ولكن معلوم أنه إذا اعتقد عظمة الرب: اعتقد أنه بكل شيء عليم, وعلى كل شيء قدير, وأنه سميع بصير, وأنه الغني المغني, وأنه القادر على أن يعطي من يشاء, ويمنع من يشاء, وأنه الذي يعذب ويثيب, وأنه بيده الملك, اعتقد ذلك, وامتلأ قلبه بآثاره, انبعثت جوارحه للعمل بما يعتقده.
يقول: الرب العظيم لا بد أن نُعَظِّمَهُ، نحن نعظمه في صلاتنا, ونقول: سبحان ربي العظيم! أليس ذلك دليلا على أنه يستحق أن يُعَظَّمَ؛ تعظيمه: أن نتقرب إليه بالأعمال الصالحة، تعظيمه: أن نعظمه بالعبادة, نصرف جميع أنواع العبادة له وحده، تعظيمه: أن نُفْرِدَهُ ونوحده في الاعتقاد, ونوحده في الأعمال, فيكون هذا أثرا من آثار معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته، هذا نتيجة العمل, نتيجة العلم الذي هو التوحيد, يسمى توحيدا اعتقاديا، ويسمى توحيدا خبريا؛ وذلك لأنه أخبار, يعتمد على الأخبار: أخبار الله تعالى عن نفسه، وأخبار نبيه صلى الله عليه وسلم عن ربه توحيد اعتقادي, توحيد علمي, يعني أنه كله علوم تتعلمها وتصل معرفتها إلى قلبك توحيد اعتقادي, توحيد خبري, توحيد عملي.
فهذا هو الذي كان الأولون يركزون عليه بمعنى أنهم يهتمون بالتركيز على هذا النوع الذي هو توحيد الاعتقاد، ويعرفون أن التوحيد العملي ثمرة من ثمرات التوحيد الاعتقادي. فهكذا يوصون بالاهتمام بالتوحيد الاعتقادي، ويقولون: إن من آثاره ومن ثماره التوحيد العملي .. التوحيد الطلبي .. التوحيد القصدي .. التوحيد الإرادي وهو توحيد العبادة. والآن نستمع إلى كلام المؤلف.

line-bottom