إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
108248 مشاهدة
أزواج أهل الجنة

...............................................................................


وهكذا ما ذكر الله تعالى فيها من أزواجهم؛ فيقول تعالى: فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أي: أزواجهم قاصرات الطرف، بمعنى: أنها قصرت طرفها، يعني: نظرها على زوجها, فلا تمتد عيناها إلى غيره، ووصفت في الأحاديث وفي السنة بأوصاف كثيرة؛ حتى قيل: إنه يرى وجهه في صدرها كالمرآة من صفاء صدرها, وصفاء جسمها، وكذلك هي ترى وجهها في صدره كالمرآة من الصفاء. ووصفت بأنه يُرى مُخُّ ساقها من وراء اللحم، ومن وراء العظم، ومن وراء الْحُلَل، وما ذكر عليها من الحلل أي: من الأكسية والألبسة وما أشبه ذلك.
وهكذا أيضا وصفت بأنهن: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ فهذا تشويق للعباد إلى أن يعملوا الأعمال الصالحة التي يحظون فيها بهذا الثواب العظيم.