إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
172678 مشاهدة print word pdf
line-top
عدد الجنات

...............................................................................


وقد ذكر الله بعض ما فيها على وجه التفصيل في سورة الرحمن؛ فذكر أن هنا أربع جنات:
الجنتان الأوليان وصفهما بأبلغ الصفات في قوله تعالى: فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ؛ هذا دليل على كونهما -أي: العينان- تجريان يعني: تجري وتسيح من غير أن يكون لها أخدود, تجري من تحتها الأنهار، ثم قال: فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ كل الفواكه التي يمكن أن تتصور فيها نوعان، جميع الفواكه. كذلك قال بعد ذلك: مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ هذا اتكاؤهم على فرش, يعني: تلك الفرش التي يجلسون عليها بطائنها من إستبرق، يقول العلماء: إذا كانت هذه البطائن الخفية، أنها من الإستبرق وهو خالص الحرير، وهو أنعم ما يُلْمَسُ، فكيف بظاهرها؟! فإنه ألذ وألين، هذا متكؤهم الذي يتكئون فيها, يعني: يعتمدون على ظهورهم, أو على جنوبهم على هذه الْفُرُش التي بطائنها من إستبرق، ثم يقول: وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ .
الجنى: هو الثمر، جناها يعني: ثمر الجنتين, دان يعني: قريب في متناول الأيدي، لا يحتاجون إلى أن يصعدوا الشجر ويجمعوا بل يأخذون ويقتطفون منه؛ كقوله في آية أخرى: قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ القطوف: هي الثمار التي تقطف, يعني: تؤكل وتتناول.

line-bottom