الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
108362 مشاهدة
ما ورد في أهل الجنة

...............................................................................


ورد في أن أهل الجنة أنهم لا يبولون, ولا يتغوطون, ولا يمتخطون، وأن نساءهم لا تحيض, لا يعتريها دم طمث, ولا دم نفاس ولا غيرها. واختلفوا هل يكون فيها توالد؟ والمشهور أنه ليس هناك توالد.
ورد من الحديث الذي سمعنا أن الرجل من أهل الجنة يشتهي الولد, فيكون حمله ووضعه ونموه وشبابه في ساعة أو ساعات قليلة. هذا قد يكون مثالا، وإلا فالأصل أنه ليس هناك مَنِيٌّ ولا مَنِيَّةٌ. الوطء الذي يتمتعون به لزوجاتهم إنما هو لأجل الشهوة واللذة التي يلتذ بها الإنسان. فأكلهم لأجل التلذذ، وكذلك وطؤهم لزوجاتهم من الحور العين, ومن نساء الدنيا إنما هو لأجل قضاء الشهوة والتلذذ بها بذلك, لا أن هناك منيًّا, ولا أن هناك توالدًا. فهذا هو المشهور. ترغيب المؤمنين, أو ترغيب أهل الدنيا لأنهم في هذه الدنيا يعرفون أنَّ مِنْ لذة الدنيا التمتع بالشهوات, مثل شهوة الوطء والاستمتاع، فأعطوا في الجنة مثل هذه الشهوة، وجعل لهم زوجات من الحور العين ومن نساء الدنيا.