الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
108365 مشاهدة
أسباب قوة الإيمان

...............................................................................


فنعرف أن قوة الإيمان تكون سببها قوة الأدلة، والنظر في آيات الله, والاعتبار بما خلقه، وكذلك التأمل والتفكر فيما بين يدي الإنسان وما خلفه, فإنه بتأمله وتفكره يقوى إيمانه، إذا صدّقنا بما أخبر الله تعالى من الرسل الذين أرسلهم وعاقبتهم, ومن الكتب التي أنزلها, وما تتضمنه، ومن الملائكة الذين خلقهم, ومن الجن الذين خلقهم, ومن الشياطين وإن لم نرهم، وصدّقنا بأن هؤلاء مؤمنون وهم الملائكة, وهؤلاء كفار وهم الشياطين, وهؤلاء فيهم مؤمنون وفيهم كافرون، وهم الجن, كما أن ذلك أيضا في الإنس، وآمنا بكل ذلك وإن لم نره ولم نشاهده كان ذلك سببا أو قوة في إيماننا بالغيب داخلا في قوله تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وتفاصيل ذلك كما مر بنا، وكذلك كما هو مفصل في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والآن نواصل القراءة.