من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
173585 مشاهدة print word pdf
line-top
ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء

...............................................................................


ورد عن ابن عباس أنه قال: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء، يعني: أنها تتفق في الاسم، ولكنها تختلف في الحقائق فبينها فرق كبير، فإذا عرفنا أن في الجنة أشجارا، فليست كأشجار الدنيا؛ قد ذكر الله أنواعا من أشجار الجنة؛ كقوله تعالى: فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ النخل: موجود في الدنيا وموجود في الجنة، ولكن يتفقان في الاسم؛ ولكن بينهما فرق كبير، فرق كبير فيما يتعلق بنعيم أو نخل الجنة، ليس هو قريبا ولا مقاربا لنخل الدنيا، كذلك الرمان الذي ذكره؛ الرمان أيضا موجود في الدنيا، ويوجد في الدنيا في آخر الدنيا قبل قيام الساعة أنه يظهر أي: شيء كبير؛ حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يبارك في الرزق في آخر الدنيا، وأن الجماعة يأكلون من الرمانة الواحدة ويستظلون بقحفها يعني: يأكلون منها، ثم قحفها يكون كالخيمة من كبرها. هذا يوجد في الدنيا وإن كان لم يوجد الآن، فكيف برمان الجنة؟! لا شك أنه أعظم وأجل.
وكذلك ذكر الله تعالى أن فيها أعنابا، وهي أيضا موجودة في الدنيا، ولكنها تتفق في الأسماء، وتختلف اختلافا كبيرا في الحقائق، وهكذا بقية الثمار؛ فقد ذكر الله تعالى أن: فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ كل الفواكه موجودة في الدنيا, فإنه يكون في الجنة منها زوجان يعني: نوعان، ولكن بينها وبين ما يوجد في الدنيا فرق كبير.

line-bottom