اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
175719 مشاهدة print word pdf
line-top
أقسام الناس بين العلم والعمل

فيكون عندنا أربعة أقسام:
العالم الْمُطَبِّق الذي تَعَلَّمَ وعرف وطبّق وعمل، فهذا على سبيل النجاة.
والثاني: العالم الْمُتَفَقِّه الذي لم يُطَبِّقْ ولم يعمل, بل تعلّم, ولكنه ترك العمل وأعرض عنه, فهذا هالك.
والثالث: الذي أَصَرَّ على الجهل وترك العلم, وترك العمل, هذا أيضا هالك.
والرابع: الذي عمل, ولكن بدون علم, تخبط في العمل, وأخذ يعمل, ولكنه ليس على نور ولا على برهان, فعمله مردود.
فَنَعْرِفُ بذلك أن ثمرة العلم العمل. نرجو أن نكون بتعلمنا في هذا المكان, وفي غيره نقصد بذلك أن نعمل على برهان وبصيرة؛ سيما ونحن نكرر في هذا الدرس -درس العقيدة- أي: ما يتعلق بعقيدة المسلم, ماذا يقوله بلسانه في ربه سبحانه، وماذا يعتقده بقلبه, وماذا يعرفه من الأدلة على ذلك، وكذلك دلائل الإيمان الغيبية؛ الإيمان بالغيب، وما إلى ذلك, فإن هذه العلوم وإن كان أكثرها اعتقادا, فإن الاعتقاد والتوحيد الاعتقادي يبعث على التوحيد العملي.

line-bottom