لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
175681 مشاهدة print word pdf
line-top
حكم الأحاديث الضعيفة الواردة في الجنة والنار

...............................................................................


نعرف أيضا أن الأحاديث التي وردت في ذكر الجنة وثمارها، وما فيها قد يكون كثير منها ضعيفا أو موضوعا أو منكرا؛ ومع ذلك يذكره العلماء فيذكرونه بإسناده؛ ليكون الحكم عليه بعد الحكم على إسناده، فيقولون: ذكرناه لك بهذا الإسناد، ولك أن تحكم عليه بالنظر إلى هؤلاء النقلة، وكذلك أحاديث كثيرة في عذاب النار يذكرونها؛ ولو كانت ضعيفة أو منكرة، ويقولون: احكم عليها أيها السامع بنظرك في إسنادها وفي ألفاظها، ويذكرونها لأجل الترغيب والترهيب؛ الترغيب في الخير يعني: ذكر فضائل الأعمال، وذكر ثواب الأعمال؛ حتى يرغب الصالحون في كثرة الأعمال التي تقربهم إلى رضوان ربهم.
وكذلك يذكرون الأحاديث التي في العذاب، ولو كان فيها شيء من النكارة؛ حتى يبتعد السامعون لها عن أسباب هذا العذاب.
فإذا عرفوا أن الجنة لا تحصل إلا لأهل الإيمان، ولأهل الأعمال الصالحة والتوبة النصوح، وترك المنكرات والبعد عنها؛ فإنهم يعملون الأعمال الصالحة ويتركون السيئات، وإذا عرفوا أن النار يدخلها أهل الفواحش وأهل الكفر والفسوق والعصيان؛ هربوا منها وتركوا هذه المعاصي والمحرمات، ولو كان في تلك الأدلة شيء من الضعف أو أن بعضها محكوم عليه بالوضع، لكن فيها فائدة، وهي حث من سمعها على مواصلة الأعمال الصالحة.
قد ذكروا أنه يجوز العمل بالحديث الضعيف بثلاثة شروط:
الأول: أن لا يكون الضعف شديدا؛ بحيث يكون مكذوبا أو موضوعا.
والثاني: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته؛ فيقول على الله وعلى نبيه ما لم يقل.
والثالث: أن يكون داخلا تحت قاعدة عامة؛ ككونه ترغيبا في الجنة أو ترهيبا من النار؛ فإن سؤال الجنة والاستعاذة من النار هو مقصد كل طالب للحق، وكل مؤمن؛ نهاية طلبه الاستعاذة من النار وسؤال الجنة، ولكن الجنة لها أعمال، فإذا عرف أعمالها حرص على أن يفي بتلك الأعمال، والنار لها أعمال، من عرفها ترك تلك الأعمال التي تؤهل للنار حتى يسلم من هذه ويكون من أهل هذه. والآن نواصل القراءة.

line-bottom