التوحيد الاعتقادي قائد إلى التوحيد العملي

وقد ذكر العلماء أن التوحيد قسمان: توحيد عملي، وتوحيد اعتقادي؛ فالتوحيد الاعتقادي يبعث على التوحيد العملي, فمعرفة الله تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وعظمته وجلاله وكبريائه، والإيمان بما أخبر به عن نفسه؛ بما وصف به نفسه، وبما وصفه به نبيه وأنبياؤه عليهم الصلاة والسلام, الفائدة من هذا الاعتقاد؛ كون القلب يمتلئ بهذا الاعتقاد, ولكن معلوم أنه إذا اعتقد عظمة الرب: اعتقد أنه بكل شيء عليم, وعلى كل شيء قدير, وأنه سميع بصير, وأنه الغني المغني, وأنه القادر على أن يعطي من يشاء, ويمنع من يشاء, وأنه الذي يعذب ويثيب, وأنه بيده الملك, اعتقد ذلك, وامتلأ قلبه بآثاره, انبعثت جوارحه للعمل بما يعتقده. يقول: الرب العظيم لا بد أن نُعَظِّمَهُ، نحن نعظمه في صلاتنا, ونقول: سبحان ربي العظيم! أليس ذلك دليلا على أنه يستحق أن يُعَظَّمَ؛ تعظيمه: أن نتقرب إليه بالأعمال الصالحة، تعظيمه: أن نعظمه بالعبادة, نصرف جميع أنواع العبادة له وحده، تعظيمه: أن نُفْرِدَهُ ونوحده في الاعتقاد, ونوحده في الأعمال, فيكون هذا أثرا من آثار معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته، هذا نتيجة العمل, نتيجة العلم الذي هو التوحيد, يسمى توحيدا اعتقاديا، ويسمى توحيدا خبريا؛ وذلك لأنه أخبار, يعتمد على الأخبار: أخبار الله تعالى عن نفسه، وأخبار نبيه صلى الله عليه وسلم عن ربه توحيد اعتقادي, توحيد علمي, يعني أنه كله علوم تتعلمها وتصل معرفتها إلى قلبك توحيد اعتقادي, توحيد خبري, توحيد عملي. فهذا هو الذي كان الأولون يركزون عليه بمعنى أنهم يهتمون بالتركيز على هذا النوع الذي هو توحيد الاعتقاد، ويعرفون أن التوحيد العملي ثمرة من ثمرات التوحيد الاعتقادي. فهكذا يوصون بالاهتمام بالتوحيد الاعتقادي، ويقولون: إن من آثاره ومن ثماره التوحيد العملي .. التوحيد الطلبي .. التوحيد القصدي .. التوحيد الإرادي وهو توحيد العبادة. والآن نستمع إلى كلام المؤلف.