الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
114061 مشاهدة print word pdf
line-top
تشديد بعض المدرسين في وضع الأسئلة وفي التصحيح


س 56: وسئل -حفظه الله- ما رأيكم في تشديد المدرس في وضع الأسئلة بحيث لا ينجح الطالب إلا بجدارة، وكذلك التشديد في التصحيح كأن يصحح المدرس بنصف الدرجة وربعها وخمسها، ويجلس طويلا عند كل عبارة وكل كلمة، ولا يقبل الجواب بالمعنى بل لا بد أن تكون الإجابة كما في المقرر؟

فأجاب: لا يجوز التشديد الكثير ولا التساهل الزائد، بل الوسط بين ذلك؛ فالطلاب غالبًا يكونون كما يوجهون، فإن رأوا من المدرس حرصًا ونشاطًا وتوسعًا في الإيضاح فإنهم يجدُّون ويجتهدون، ويحرصون على الفهم والحفظ والمتابعة، وتظهر آثار توجيهات المدرس في نشاطهم وقوة التعبير عندهم وإيراد الأجوبة كاملة، فلا يهمهم تشديد المدرس في وضع الأسئلة أو في التصحيح أو دقته في وضع الدرجات، أما إن كان المدرس ضعيف الشخصية، قليل العناية بالمواد، متساهلا في التحضير والإعداد للدرس، لا يهمه تفهيم التلاميذ ولا إيضاح المعاني وإيصالها إلى أفهام التلاميذ؛ فإنهم لا يهتمون غالبًا للدروس، ولا يفكرون في أنفسهم، ويعتقدون عجزهم عن حل المعاني، وتتبلد أفهامهم ويستصعبون الحل، ويتعللون بأن المدرس لم يشرح لهم ما انبهم عليهم والتبس فهمه.
وبكل حال فعلى المدرس أن يراعي حال الطلاب، فإن كان قد تحقق فهمهم ووضوح المعاني لهم، وعرف ذلك من مناقشته لهم من أجوبتهم في أعمال السنة، فله أن يضع الأسئلة كاملة قوية ويدقق في التصحيح؛ لثقته أنهم قد عرفوا المادة وهضموها جيدًا، وأنهم سوف يجيبون جوابًا كافيًا، ولكن عليه ألا يشدد عليهم في التصحيح، بل يقبل الجواب سواء باللفظ أو بالمعنى الموافق للمراد، وإن لم يكن نص ما في المقرر، أما إن عرف أنهم لم يتضح لهم المعنى، وأنه قد قصر في تفهيمهم، ولم يتأكد من شرح المعاني كما ينبغي، وعرف ضعف مستواهم فليس له التشديد في وضع الأسئلة ولا في التصحيح، بل يسهل عليهم في ذلك مقابل تساهله معهم في الشرح والإيضاح، والله أعلم.


line-bottom