اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
67192 مشاهدة
تقييم الموجه للمدرس بزيارة واحدة


س2: وسئل -وفقه الله- بعض الموجهين -هداهم الله- يقيِّم المدرس لأول زيارة، وبعضهم إذا أخذ موقفًا من مدرس لاختلاف في وجهات النظر تحاملَ عليه، وانطبع ذلك في ذهنه، ومن ثَم ينعكس على تقييمه، ولم يعط ذلك الموجه للمدرس حقه في التقييم، فهل الموجه آثم باتخاذه هذا الإجراء لكون هذا من الظلم؟ أفتونا مأجورين.
فأجاب: الموجه مؤتمن على تقييم المدرسين وعلى توجيههم فهو يجلس معهم، ويبحث مع أفرادهم في عمله، ويبين له الطريقة المثلى في الإلقاء والتعليم، ومتى لاحظ عليه خللا أو نقصًا ناقشه في ذلك، وقبِل عذره، واسترشد منه مما لديه من المعلومات التي يراها المدرس ناجحة في التعليم، ولا يجوز للموجه أن يتغاضى عن بعض المدرسين لأجل قرابة أو سابق معرفة، فيقرّه على الأخطاء أو الخلل في طريقة التدريس، ولا أن يعتبره ناجحًا لأول مرة، فقد يحضر الموجه فردًا من المدرسين مرة فيجده مستعدًّا فاهمًا، ثم يجده في العام الثاني ناقصًا مختل التدريس؛ لإهمال أو صعوبة منهج، فعليه أن يوجهه مرة أخري.
وهكذا ليس عليه أن يتحامل على من لا يعرفه ويشدد عليه في الانتقاد، ولا أن يأخذ فكرة سيئة عن أحد المدرسين إذا أخطأ لأول مرة، فقد يحضره في درس تساهل فيه وأخل ببعض متعلقاته، فبعده يهتم بكل درس ويستعد له، فالموجه يكتب له محاسنه وينبهه على سلبياته حتى تستقيم الأمور.