لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
67216 مشاهدة
زيارة الموجه للمدرس وهو يمر بظروف صعبة


س4: وسئل -وفقه الله- بعض المدرسين يمر بظروف صعبة قد تؤثر على عطائه داخل الفصل عندما يقوم بشرح موضوع ما؛ كأن يكون مريضًا، أو به حالة نفسية، أو وفاة أحد أبويه أو أحد أولاده، ونحو ذلك؛ فهل يجب على من أراد زيارته، سواء الموجه أو مدير المدرسة والحال ما ذكر، أن يصرف النظر عن تلك الزيارة، ولا سيما إذا كان يترتب على تلك الزيارة تقييم؟ ولو أصر أحدهما على زيارته داخل الفصل وأعطاه تقديرًا غير مناسب، فهل هذا من الظلم؟
فأجاب: لا شك أن من وقعت له هذه الظروف التي تؤثر على سيْره في العمل أنه يستحق أن يخفَّف عنه من الحصص، حتى لا يزداد أمره صعوبة، فإن المرض البدني ينهك الأعضاء ويوهن القوى، فيلزم صاحبه الفراش غالبًا، ولا يتحمل أن يقوم بعمل التدريس كما ينبغي، وهكذا من وقعت له حالة نفسية بحيث يضيق صدره ولا ينطلق لسانه، فتراه دائمًا في هم وغم وكرب وبُعد عن الناس وضعف تحمل.
فأما موت أحد الأبوين أو الأقارب فإنه أمر عادي، ولو أصاب النفس شيء من الحزن والوهن فالغالب أن ذلك يكون في أول المصيبة ثم يحصل التسلي؛ فأرى أن يعطى مثل هذا راحة وإعفاء من العمل وقت العزاء، كيوم أو يومين، ثم يواصل عمله، فلو لم يطلب ذلك وعرف أنه سوف يقوم بإلقاء الدرس كالعادة فذلك هو الأولى.
أما بالنسبة للمريض فمتى التزم أن يقوم بعمله وعرف أن في إلقائه خللا وضعفًا في المعلومات وفي الشرح والتوضيح؛ فأرى ألا يُزار وقت إلقاء الدرس للتقييم ومعرفة إمكانية الاستفادة منه، ولا يمكن المدير ولا الموجه من زيارته داخل الفصل مخافة أن يكتب عليه تقييمًا خاطئًا، بل يؤخذ تقييمه من الطلاب الذين عرفوه أول العام قبل حدوث المرض؛ فإنهم ولا بد سوف يلاحظون فيه تغييرًا أو يظهر لهم الخلل في عمله، فعند ذلك يعطى راحة ولو قليلة، أو يسند إليه تدريس مواد سهلة لا يصعب إلقاؤها ولا تحتاج إلى تحضير واستعداد، حتى يزول ما به من المرض، والله الشافي.