الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
67240 مشاهدة
الإجراء الأمثل الذي يتخذه المدرس مع الطالب السيئ في سلوكه وأخلاقه داخل الفصل


س 59: وسئل -حفظه الله- بعض المدرسين إذا قصّر الطالب وأهمل في واجباته، أو صدر منه كلام في الفصل بدون إذن المدرس، أو تحرك في الفصل وهو على مقعده، أو ضرب زميله من باب المزاح، أو أكل حبًّا، أو نعس وغير ذلك؛ أخرجه المدرس من الفصل وحرمه الحصة كلها أو أغلبها، أو أبقاه في الفصل واقفًا رافعًا يديه إلى أعلى، أو أبقاه واقفًا على قدم واحدة ويديه إلى أعلى، أو ضربه ضربًا مبرحًا؛ فهل هذه الإجراءات أو بعضها -في نظركم- لائقة من ذلك المدرس المربي؟
فأجاب: على المدرس أن يربي الطلاب تربية حسنة، وأن يعلمهم العلم النافع والأدب والسمت الحسن وأن يستعمل معهم اللين في موضعه والشدة في موضعها، ولا شك أنه يوجد بينهم من قد عصى وقسا وصلب عن التأديب، بحيث يحدث منهم التقصير والإهمال في الواجبات المدرسية؛ فعلى المدرس أن يوبخ على ذلك ويكثر من العذل والتقريع والتوبيخ؛ رجاء أن يتأثروا، فيحدث لهم ذلك انتباهًا وإقبالًا، واهتمامًا بالواجبات، وحرصًا على الكمال وحصول السبق والتفوق.
وأما الكلام في الفصل بدون إذن، وكذا كثرة الحركة وهو في مقعده؛ فإنه من سوء الأدب، فلا بد من التأديب على ذلك بما يحصل معه الارتداع، وكذا يقال في التضارب بينهم في الفصل، ومضغ العلك وأكل حب البطيخ حالة التدريس، وكذا التناعس والتقاعس والكسل، كل ذلك من الأخلاق السيئة، فإن حصل الارتداع بالنصح والتوجيه أو بالتقريع والتوبيخ أو بالتعليم والتحذير فهو الأولى، فإن لم يحصل استعمل المدرس الشدة معهم بحسب الحال، فله أن يخرج ذلك العابث من تلك الحصة، وله أن يمنعه من الدخول، أو يوقفه في الفصل على قدميه، أو يكلفه بحالة شاقة كرفع يديه إلى أعلى، وله أن يضربه ضربًا غير مبرح، إذا كان ذلك مما يجدي، وله أن يتوعده بحسم درجة أو أكثر من درجات امتحانه الشهري، وهكذا، لكن إنما يفعل ذلك إذا لم يتأثر بالتأديب الحسن، وأصر على الفسق والعصيان والمخالفة، وبذلك يحصل التأدب واحترام الدرس والمدرس، والله أعلم.