إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
113979 مشاهدة print word pdf
line-top
أسلوب الموجه العنيف وهجومه اللاذع مع المدرسين


س1: سئل -وفقه الله- بعض الموجهين يستعمل أسلوبًا عنيفًا لاذعًا وحِدّةً مع المدرس، فيبدأ معه بذكر مثالبه ويجرحه ويسيء الكلام معه، ويتقصى كل سلبياته، وأحيانًا يبالغ في ذلك، ثم يذكر إيجابياته ومحاسنه، فهل هذا هو الأسلوب التربوي المفيد، أم على العكس من ذلك؟ نرجو الإفاضة في الإجابة على هذا السؤال لأهميته.
فأجاب: الموجه هو الذي يتفقد أحوال المدرسين ويتابعهم في دروسهم ويأخذ فكرة عن كل واحد في الغالب، ولا بد أن يكون عنده تعليمات من قبل الوزارة والرئاسة التي بعث من قِبَلِها.
ثم إن الموجه أحيانًا يتمسك بطريقة واحدة، ويرى أن على كل مدرس الالتزام بها والتقيد بما جاء في تلك التعليمات، فتراه يلاحظ على أكثر المدرسين الذين يخالفون ما رسمه في ذاكرته، وأرى أن هذا غير سديد؛ وذلك أن المدرس قد تدرب على العمل، وفكر في طرق التعليم، وباشر إلقاء الدروس مدة طويلة أو قصيرة، وعرف الأساليب المفيدة والوسائل التي توصل تلك المعلومات إلى أذهان الطلاب، وعرف كيف يجتذب أفهامهم، وكيف يلفت انتباههم، فالموجه عليه أن يشجعه على ما يستعمله من أسباب التفهيم، وأن يأخذ هذه الأفكار من المدرس ويرشد إليها الآخرين، وأن يبين له الملاحظات ويسأله عن عذره فيها، ويقبل اعتذاره إذا أخلّ بشيء من التعليمات العامة لسبب أو لمناسبة، وتكون تلك الملاحظات سرًّا بينه وبين المدرس.
لكن إذا لاحظ أن من المدرسين من يتساهل كثيرًا، ولا يهتم بهذه الأمانة، ولا يعمل بالتعليمات، ويصر ويستمر على هذا الإهمال؛ فإن على الموجه أن يشدد في الإنكار عليه، ويبين له الأخطاء التي ارتكبها، وما أخلّ به من الواجبات، فمتى لم يتقبل فعلى الموجه أن يرشد مدير المدرسة إلى نصحه وتوجيهه أو السعي في نقله من هذا العمل إلى غيره، حتى تحصل الفائدة المطلوبة، والله أعلم.

line-bottom