لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
67225 مشاهدة
عدم إعطاء المدرس للطالب منخفض المستوى فرصة لإعادة الاختبار إلا في حالات معينة


س 57: وسئل -وفقه الله- بعد إجراء الامتحان الشهري لفصل ما، وقد صحح المدرس أوراق الامتحان لذلك الفصل، فيكون من بين الطلاب من أخذ صفرًا أو درجة ضعيفة من ثماني درجات، فهل يحق للمدرس أن يعطيه فرصة لإعادة الامتحان مرة ثانية؟ وهل لو أعطاه فرصة وجب عليه إتاحة الفرصة لبقية زملائه الطلاب من باب العدل، سواء من نفس الفصل أو من فصول أخرى إذا كانوا على نفس الشاكلة، أو ليس ذلك شرطًا؟ وهل يُقال بعدم جواز إعادة الامتحان مرة ثانية؟
فأجاب: على المدرس أن يجتهد في تعليمهم وتفيهمهم وتقويمهم وإرشادهم، وبعد ذلك يبين لهم أن الاختبار مرة واحدة، وأن التصحيح يكون عادلا بدون ظلم لأحد أو تساهل مع أحد، فهناك يجري امتحانهم كما أخبرهم، ويعطي كلا منهم ما يستحقه، ولا يزيد هذا رحمة به أو لقرابة أو شفقة عليه، ولو عرف منه حسن الخلق والتقبل والاجتهاد، ولا ينقص الآخر الذي لاحظ عليه الإعراض وسوء الأخلاق، وليس له أن يعيد لأحدهم الاختبار الفصلي ولا لجميعهم، بعد أن أنذرهم وحذرهم من الإهمال والتغافل عن المذاكرة والإنصات والتفهم، فقد أعذر من أنذر، لكن إن قدّر أنه أعطاهم أسئلة فوق مستواهم، وشدد على بعض الفصول بما لا تدركه أفهامهم، فحصل منهم الخطأ كلهم، وتبين أن الخطأ بسبب غلط في الأسئلة أو سوء تعبير بحيث لا يفهمها الذكي العاقل؛ فهناك عليه أن يعيد لهم الاختبار جميعًا ويعتذر إليهم عما حصل، وله أن يتسامح عن تلك الجملة التي فوق مستواهم والتي وقع منهم الغلط فيها، فلا يعدها عليهم من جملة الأسئلة، فأما بقية الفصول الذين قاموا بحل الأسئلة؛ لكونها مناسبة لهم لا تعقيد فيها ولا خطأ؛ فلا حاجة إلى إعادة الامتحان لهم لعدم المبرر لذلك، والله أعلم.