اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
114013 مشاهدة print word pdf
line-top
عدم إعطاء المدرس للطالب منخفض المستوى فرصة لإعادة الاختبار إلا في حالات معينة


س 57: وسئل -وفقه الله- بعد إجراء الامتحان الشهري لفصل ما، وقد صحح المدرس أوراق الامتحان لذلك الفصل، فيكون من بين الطلاب من أخذ صفرًا أو درجة ضعيفة من ثماني درجات، فهل يحق للمدرس أن يعطيه فرصة لإعادة الامتحان مرة ثانية؟ وهل لو أعطاه فرصة وجب عليه إتاحة الفرصة لبقية زملائه الطلاب من باب العدل، سواء من نفس الفصل أو من فصول أخرى إذا كانوا على نفس الشاكلة، أو ليس ذلك شرطًا؟ وهل يُقال بعدم جواز إعادة الامتحان مرة ثانية؟
فأجاب: على المدرس أن يجتهد في تعليمهم وتفيهمهم وتقويمهم وإرشادهم، وبعد ذلك يبين لهم أن الاختبار مرة واحدة، وأن التصحيح يكون عادلا بدون ظلم لأحد أو تساهل مع أحد، فهناك يجري امتحانهم كما أخبرهم، ويعطي كلا منهم ما يستحقه، ولا يزيد هذا رحمة به أو لقرابة أو شفقة عليه، ولو عرف منه حسن الخلق والتقبل والاجتهاد، ولا ينقص الآخر الذي لاحظ عليه الإعراض وسوء الأخلاق، وليس له أن يعيد لأحدهم الاختبار الفصلي ولا لجميعهم، بعد أن أنذرهم وحذرهم من الإهمال والتغافل عن المذاكرة والإنصات والتفهم، فقد أعذر من أنذر، لكن إن قدّر أنه أعطاهم أسئلة فوق مستواهم، وشدد على بعض الفصول بما لا تدركه أفهامهم، فحصل منهم الخطأ كلهم، وتبين أن الخطأ بسبب غلط في الأسئلة أو سوء تعبير بحيث لا يفهمها الذكي العاقل؛ فهناك عليه أن يعيد لهم الاختبار جميعًا ويعتذر إليهم عما حصل، وله أن يتسامح عن تلك الجملة التي فوق مستواهم والتي وقع منهم الغلط فيها، فلا يعدها عليهم من جملة الأسئلة، فأما بقية الفصول الذين قاموا بحل الأسئلة؛ لكونها مناسبة لهم لا تعقيد فيها ولا خطأ؛ فلا حاجة إلى إعادة الامتحان لهم لعدم المبرر لذلك، والله أعلم.

line-bottom