شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
113985 مشاهدة print word pdf
line-top
تساهل المدرس في تصحيح أوراق الاختبار


س 23: وسئل -حفظه الله- بعض المدرسين يتساهل في التصحيح لينجح الطلاب، وفيهم من ليس بأهل للنجاح؛ ليقال مدرس جيد وناجح في تدريسه ويُفهم الطلاب، ومن ثم يُمدح من قِبل الإدارة والطلاب، أو يكون قصده حتى يسلم من وضع أسئلة الدور الثاني والتصحيح، أو لأغراض أخرى، وقد رأيت ذلك من بعض المدرسين، ومثال ذلك مادة التعْبير؛ حيث يقلب المدرس ورقة الإجابة ويضع الدرجة التي يراها من غير قراءة لما سُطِّر في تلك الورقة، فهل يجوز ذلك شرعًا؟
فأجاب: على المدرس الإخلاص في تدريسه، والحرص على تفهيم الطلاب وأداء الدرس بوضوح وتمام، فمتى فعل ذلك فالغالب أن الطالب المجتهد والنشيط يبرز نشاطه، ويظهر علمه، ويتفوق في إجابته، وأن المهمل والمتغافل والبليد يخفق في إجابته، ويظهر أثر تساهله، وعدم اهتمامه في أدائه للجواب، كما قيل: عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان؛ فعلى هذا يلزم المدرس أن يعطي كل ذي حق حقه، وألا يتغاضى عن الأخطاء في الإجابة والهفوات، وأن يتعامل معهم بالعدل، فلا يزيد هذا ولو كان نشيطًا، ولا يتساهل مع هذا لضعفه، ولا يزيد من نقص جوابه إلا أن يحتاج في جميع المواد لدرجة أو درجتين حتى يتجاوز المستوى.
ثم إن الذي يتساهل في التصحيح ويكتب الدرجات بالخرص قد خان الأمانة، ومال مع الطالب لقرابة أو شفقة، وهذا الميل حرام، وكذا التساهل في قراءة الأجوبة، بل الواجب أن يقرأ جميع الجواب ثم يكتب له ما يستحقه من الدرجات سواء كثرت أو قلّت، حتى يعرف قوة التعْبير والقدرة على الإيراد، أو ضعف الأسلوب واشتمال الجواب على الخطأ، ولا يجوز أن يقصد المدرس الشهرة بأن دروسه كلها مفهومة، وأن تلاميذه كلهم قد نجحوا، سواء كان قصده انتشار ذكره في المجتمع، أو قصده السلامة من التصحيح للدور الثاني، أو أراد الإسراع بالتصحيح حتى لا يطول زمن التصحيح؛ فكل ذلك يعتبر خللًا في العمل وإهمالًا في أداء الأمانات، والله أعلم.

line-bottom