جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
114100 مشاهدة print word pdf
line-top
مجموعة من المدرسين وبعض الإداريين يصلون الظهر جماعة بعد صلاة الطلاب


س 54: وسئل -وفقه الله- نحن مجموعة من المدرسين مع بعض الإداريين نصلي صلاة الظهر بعد الطلاب لمصلحة راجحة ؛ وذلك لضبط الطلاب داخل الصلاة، فما رأيكم في ذلك؟
فأجاب: لا بأس بذلك، وإن كان الأولى الاجتماع جماعة واحدة، ولكن قد يجوز تعدد الجماعات لضيق المكان، أو لانشغال البعض بمراقبة أو حراسة، أو لتجزئة العمل الذي لا يجوز إهماله، أو لا يمكن تركه كالاتصالات، وهكذا يجوز إذا احتاج الطلاب إلى ترتيب وتعليم داخل الصلاة، فيتأخر بعض المربين والمراقبين ويرتبون صفوف الطلاب ويحفظونهم عن العبث واللعب، فقد عرف عن تلاميذ المرحلة الأولى وبعض المتوسطة كثرة الحركات في الصلاة، والتدافع والالتفات والضحك واللعب، ونحو ذلك مما يفسد الصلاة؛ فكان ولا بد من مراقبتهم، وتأديب من يخل بالواجب أو يتعاطى عبثًا ومخالفة في الصلاة، ثم بعد الانتهاء من الصلاة يقيم هؤلاء جماعة أخرى ويصلون فرضهم، وبذلك يتأدب الطلاب ويتعلمون احترام الصلاة وأهميتها وعظم خطرها، ولا يقع منهم إخلال بشيء من أركانها أو واجباتها، ومع تكرار مراقبتهم وتأديبهم وتعليمهم يظهر احترامهم للصلاة ويخشعون فيها ويخضعون؛ إما خوفًا وهيبة للمراقبين، وإما تأدبًا وإيمانًا واحتسابًا، والله أعلم.

line-bottom