إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
178097 مشاهدة print word pdf
line-top
التوحيد الاعتقادي قائد إلى التوحيد العملي

وقد ذكر العلماء أن التوحيد قسمان: توحيد عملي، وتوحيد اعتقادي؛ فالتوحيد الاعتقادي يبعث على التوحيد العملي, فمعرفة الله تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وعظمته وجلاله وكبريائه، والإيمان بما أخبر به عن نفسه؛ بما وصف به نفسه، وبما وصفه به نبيه وأنبياؤه عليهم الصلاة والسلام, الفائدة من هذا الاعتقاد؛ كون القلب يمتلئ بهذا الاعتقاد, ولكن معلوم أنه إذا اعتقد عظمة الرب: اعتقد أنه بكل شيء عليم, وعلى كل شيء قدير, وأنه سميع بصير, وأنه الغني المغني, وأنه القادر على أن يعطي من يشاء, ويمنع من يشاء, وأنه الذي يعذب ويثيب, وأنه بيده الملك, اعتقد ذلك, وامتلأ قلبه بآثاره, انبعثت جوارحه للعمل بما يعتقده.
يقول: الرب العظيم لا بد أن نُعَظِّمَهُ، نحن نعظمه في صلاتنا, ونقول: سبحان ربي العظيم! أليس ذلك دليلا على أنه يستحق أن يُعَظَّمَ؛ تعظيمه: أن نتقرب إليه بالأعمال الصالحة، تعظيمه: أن نعظمه بالعبادة, نصرف جميع أنواع العبادة له وحده، تعظيمه: أن نُفْرِدَهُ ونوحده في الاعتقاد, ونوحده في الأعمال, فيكون هذا أثرا من آثار معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته، هذا نتيجة العمل, نتيجة العلم الذي هو التوحيد, يسمى توحيدا اعتقاديا، ويسمى توحيدا خبريا؛ وذلك لأنه أخبار, يعتمد على الأخبار: أخبار الله تعالى عن نفسه، وأخبار نبيه صلى الله عليه وسلم عن ربه توحيد اعتقادي, توحيد علمي, يعني أنه كله علوم تتعلمها وتصل معرفتها إلى قلبك توحيد اعتقادي, توحيد خبري, توحيد عملي.
فهذا هو الذي كان الأولون يركزون عليه بمعنى أنهم يهتمون بالتركيز على هذا النوع الذي هو توحيد الاعتقاد، ويعرفون أن التوحيد العملي ثمرة من ثمرات التوحيد الاعتقادي. فهكذا يوصون بالاهتمام بالتوحيد الاعتقادي، ويقولون: إن من آثاره ومن ثماره التوحيد العملي .. التوحيد الطلبي .. التوحيد القصدي .. التوحيد الإرادي وهو توحيد العبادة. والآن نستمع إلى كلام المؤلف.

line-bottom