القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
118984 مشاهدة print word pdf
line-top
إهمال المدرس أوراق إجابة الطلاب والتي تتضمن أسماء الطلاب وكثير من أسماء الله في صناديق غير نظيفة


س 32: وسئل -حفظه الله- في نهاية كل فصل دراسي تبقى مع المدرس أوراق إجابة الطلاب في المواد التي يدرسها حصيلة ثلاثة أشهر أو شهرين، وتحتوى هذه الأوراق على أسماء الطلاب وإجابتهم على الأسئلة المقدمة من المدرس في المقرر الذي يدرسه، وقلما تخلوا الأوراق من ذكر أسماء الله وصفاته، أو آيات من القرآن الكريم أو أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم نجد بعض المدرسين يتساهل في هذه الأوراق ولا يلقي لها بالًا، فيرميها في صندوق الزبالة أو في أماكن متسخة، فهل يأثم المدرس في ذلك؟
فأجاب: يجب على كل مسلم أن يحترم أسماء الله -تعالى- وأن يحرص على رفعها وتعظيمها، وكذا كل ما فيه ذكر الله -تعالى- أو بعض آيات من كلام الله أو من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يخلو غالبًا من اسم أو أكثر من أسماء الله تعالى.
ومتى وجدت أوراق أو صحف أو مجلات فيها شيء من أسماء الله -تعالى- أو كلامه فعلى من وجدها رفعها واحترامها، فقد قال الله -تعالى- في وصف كلامه: فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ؛ أي: هذا أصلها وما يجب أن تكون الفروع، ثم إن إهمالها وإلقاءها في الزبالات ومع الأوساخ والأقذار والنفايات يعتبر امتهانًا لكلام الله -تعالى- واحتقارًا له وتهاونًا بما أمرنا بتعظيمه، ومعلوم أن هذا التهاون والامتهان ذنب كبير يستحق فاعله العذاب إذا لم يتب ولم يعف الله عنه.
ثم نقول: إن العمل في مثل أوراق الامتحانات وما أشبهها من المعاملات والخطابات والطلبات والصحف العربية ونحوها -مما لا تخلو من أسماء الله تعالى وصفاته- أن تصان وتحفظ في مكان نظيف طاهر، ومتى استغنى عنها فإما أن تحرق، حتى لا تبقى ممتهنة، أو تدفن في موضع طاهر بعيد عن الامتهان، أو تتلف بالآلات التي تمزقها وتقطعها قطعًا صغيرةً، حتى لا تبقى ظاهرة مشاهدة.
ثم إن هناك في أكثر البلاد صناديق كبيرة مخصصة لجمع المجلات والأوراق التي يكتب فيها البسملة ونحوها، فهذه الصناديق يحفظ فيها نحو هذه الأوراق، ثم تنقل إلى موضع تتلف فيه أو تصان عن الامتهان.

line-bottom