إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
122906 مشاهدة print word pdf
line-top
تساهل المدرسة في لبسها الكعب العالي وظهور بعض شعر رأسها وقصها لشعرها ومحاكاتها للقصات الغربية


س 84: وسئل -رعاه الله- بعض أخواتنا المدرسات يلبسن حذاء له كعب عال، وبعضهن يكشفن الرأس ليظهر الشعر فيبدو منه قصات غربية، وبعضهن يقصرن الشعر لدرجة أنه لا يصل إلى منتصف الرقبة من الخلف، فما نصيحتكم لمثل هؤلاء المدرسات؟
فأجاب: عليكم بذل النصح لكل مسلمة ثم لكل مدرسة ومربية؛ فالنصح أغلى ما يباع ويوهب، وهو من واجب الدين؛ لحديث: الدين النصيحة ؛ فيجب نصح كل من فعل محظورًا أو ترك سنة رجلا كان أو امرأة، وعليه قبول النصيحة والدعاء لمن نصحه.
ولا شك ولا ريب في نكارة الكعب العالي، سواء لبسه رجل أو امرأة، وقد ابتلي به الكثير في هذا الزمان، رغم ما فيه من الاختلال في السير والضرر على الإنسان، حيث لا يتوازن مشيه ويعتاد الوطء على رءوس الأقدام، وذلك خلاف ما اعتاده الإنسان من بسط الرجل على الأرض، ولكن لما كان هذا الحذاء مما يلفت الأنظار ومما اجتلب من الغرب أصبح مما يتسارع إليه هؤلاء المعجبون بالأفعال الغربية وإن كانت خلاف الفطرة، وحُبُّكَ الشيء يعمي ويصم.
وهكذا ننصح المسلمة مدرسة أو غيرها عن كشف الرأس فضلا عن كشف الوجه، ويشتد الخطب إذا كان تكشفها أمام الرجال الأجانب؛ فإنه دعوة إلى العهر والفاحشة، ودعاية لغير العفيفات إلى خلع الحياء والتقليد الأعمى، وننصح المدرسة عن تقصير الشعر وقصه فإن ذلك من المنكر، فالمرأة زينتها في تربية شعر الرأس وإطالته، ولم يرخص لها -إلا عند التحلل من الإحرام- أن تقص من كل ظفيرة قدر أنملة، ورخص للآيسة من النكاح أن تقصر رأسها حتى يكون كالجمة كما فعل ذلك زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موته وحين انقطع طمعهن في الرجال.
فأما غير الآيسة فلا يجوز لها التقصير، بل توفي شعرها وتكرمه بالمشط والتسريح، وتجعله ظفائر وقرونًا عن جانبيها وخلفها، ولقد زين لكثير من النساء بل ولأزواجهن -ممن أعجبوا بالغرب وعاداتهم- هذا التقصير، وهكذا القصات الغربية مما هي تقليد للكافرات والعاهرات، بحيث تجعل شعرها كالمدرجات أو تنوع تقصيره، حتى أن بعضه لا يبقى منه إلا أقل من قلامة الظفر، فتكون شبيهة بالرجال في شعورهم.
فنقول: على المرأة المسلمة أن تبتعد عن هذا التقليد الأعمى، ومتى ابتليت بشيء منه لتأويل أو إعجاب فإن عليها التوبة والإقلاع عنه، وأن تستر شعرها كله عن الناظرين إذا ابتليت بهذا الفعل، حتى لا تضل غيرها فتكون من الذين يحملون أوزارهم ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم، والله أعلم.

line-bottom