جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
شرح نظم البرهانية
113323 مشاهدة print word pdf
line-top
مقاسمة الجد للإخوة وصورها

...............................................................................


وإذا كان كذلك فنقول: ما كيفية توريثهم؟ كيفية توريثهم أنهم ينقسمون إلى قسمين: تارة لا يكون هناك أصحاب فرض؛ وإنما جد وإخوة وليس هناك أصحاب فروض؛ فينظر في الأحظ للجد فيعطى الأحظ من المقاسمة، أو ثلث المال، ينظر ما هو الأحظ له.
فتارة تكون المقاسمة أحظ له من ثلث المال، وتنحصر في خمس صور، وضابطها أن يكونوا أقل من مثليه، إذا كانوا أقل من مثليه فالمقاسمة أحظ له، خمس صور:
الصورة الأولى: جد وأخت. أليس الأخت نصفه؛ لأنه ينزل منزلة أخ؟ إذا كان ما معه إلا أخت فإنه له الثلثان ولها الثلث بمنزلة الأخ.
الصورة الثانية: جد وأختان. الأختان مثله فلهما سهمان وله سهمان.
الثالثة: جد وثلاث أخوات، أليس الثلاث مثله مرة ونصف؟ المسألة من خمسة؛ لهن ثلاثة وله اثنان؛ لأنهن مثله مرة ونصف.
الصورة الرابعة: جد وأخ أليس الأخ مثله؟ المسألة من اثنين؛ للجد واحد وللأخ واحد.
الصورة الخامسة: جد وأخ وأخت، جد وأخ وأخت مثله مرة ونصف، فهذه خمس؛ إما أن يكون نصفه أو مثله أو مثله مرة ونصف، نصفه: جد وأخت، ومثله: جد وأختان أو جد وأخ، ومثله مرة ونصف: جد وثلاث أخوات، وجد وأخ وأخت. هؤلاء خمس فيها المقاسمة أحظ له. إذا كانوا مثلاً جد وأخ وأخت. الجد له سهمان، والأخ له سهمان، والأخت لها سهم، أليس له الخمسان؟ الخمسان أكثر من الثلث، ففي هذه الخمس الصور المقاسمة أحظ له.

line-bottom