القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
شرح نظم البرهانية
69070 مشاهدة
من يحجب الإخوة

فالإخوة الأشقاء يسقطهم الأب والابن وابن الابن وإن نزل، وأما الجد ففيه خلاف؛ لعله يأتينا في المساء -إن شاء الله-. هؤلاء هم الذين يسقطون الإخوة. وعرفنا أن ابن الأخ يسقط بالأخ؛ كما أن ابن الابن يسقط بالابن؛ وكما أن أبا الأب يسقط بالأب، وابن العم يسقط بالعم وغيرهم. يعني: كل من أدلى بواسطة حجبته تلك الواسطة.
كذلك الإخوة من الأم يسقطون؛ لا يرثون إلا في الكلالة، يسقطهم ستة: الابن، والبنت، وابن الابن، وبنت الابن، والأب والجد. يعني: يسقطهم الفروع من الذكور، والأصول من الذكور. الفروع: الابن، وابن الابن. وكذلك أيضًا تسقطهم: البنت، وبنت الابن. وأما الأم والجدة فإنهم لا يسقطونهم، يرثون مع الأم ويرثون مع الجدة؛ ولذلك قلنا: من خصائصهم: أنهم يرثون مع من أدلوا به، فتسقطهم: البنت، وبنت الابن، والابن، وابن الابن، والأب، والجد. ستة هؤلاء الإخوة من الأم.