الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
شرح نظم البرهانية
69071 مشاهدة
بيان معنى الانكسار

...............................................................................


الكسر: هو أن ينكسر سهم قوم، أو سهم فريق عليهم، فيحتاج إلى التصحيح. فقد يكون الانكسار في أصل ثلاثة، أما أصل اثنين ما يحصل فيه الانكسار إلا إذا كان الورثة أهل تعصيب ينكسر نصيبهم عليهم.
لو كان عندنا مثلا زوج وأخوان. الزوج له النصف، والأخوان لهما النصف، هل النصف هذا ينقسم على الأخوين؟ ينكسر؛ ولو كان تعصيبًا، فنحتاج إلى التصحيح، فنقول: الأخوان ما انقسم عليهما سهمهما، يباين، فنضرب رءوسهما في اثنين. اثنين في اثنين بأربعة، فنقول للزوج واحد، نضربه في اثنين باثنين، وللأخوين واحد نضربه في اثنين باثنين؛ لكل واحد منهما واحد. هذا انكسار؛ ولكنه ليس فرضا؛ وإنما هو تعصيب.
ولو كانوا ثلاثة والمسألة من اثنين الزوج له واحد والباقي واحد للإخوة، وهم ثلاثة ما ينقسم عليهم؛ تضرب رءوسهم أيضًا الثلاثة تضربها في ثلاثة، فتقول: ثلاثة في اثنين بستة. الزوج له واحد في ثلاثة بثلاثة، وهم لهم واحد في ثلاثة بثلاثة ينقسم عليهم.
فأصل اثنين ما فيه انكسار إلا على فريق واحد. أما أصل ثلاثة فقد ينكسر على الفريقين. ينكسر عليهما، وذلك لأنه إذا كان عندك مثلا ثلاث أخوات شقائق، وأختان من الأم. أليست من ثلاثة؛ الشقائق لهما الثلثان، والأختان من الأم لهما الثلث.
الثلثان؛ ثلاث أخوات شقائق لهما الثلثان اثنين. هل ينقسم؟ ينكسر. هل يوافق؟ يباين. فإذن تقول: انكسر سهام الأخوات عليهن، ورءوسهن ثلاثة نثبت رءوسهن ثلاثة. الأختان من الأم لهما سهم. هذا السهم هل ينقسم عليهن وإن لم يتم؟ ما ينقسم. نثبت رءوسهن اثنتين، ننظر بين المثبتات؛ ننظر بين ثلاثة واثنين. هل بينهما موافقة أو مماثلة؟ ليس بينهما إلا مباينة. نضرب أحدهما في الآخر؛ ثلاثة في اثنين بستة. ماذا نسميه؟ نسميه جزء السهم. نضربه في أصل المسألة التي هي ثلاثة، فيكون ستة في ثلاثة بثمانية عشر. جزء السهم ستة، وهو ضرب اثنين في ثلاثة، ثم لما عرفنا جزء السهم ضربناه في أصل المسألة التي هي الثلاثة بلغ ثمانية عشرة، فتقول: الأخوات الشقائق لهن اثنان لهن سهمان مضروب في ستة باثني عشر. هل ينقسم عليهن وهن ثلاث؟ ينقسم أربعة وأربعة وأربعة.
الأختان من الأم لهما واحد. مضروب في ستة بستة. هل ينقسم عليهن وهن اثنتان ثلاثة وثلاثة؟ ينقسم عليهن.
الآن عرفنا أن التصحيح يُحتاج إليه عندما يحصل هناك أن سهما ينكسر على أهله، إذا انكسر سهم فريق عليهم احتيج إلى التصحيح: وهو تحصيل أقل عدد تنقسم منه المسألة بلا كسر. تحصيل أقل عدد.