الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
شرح نظم البرهانية
68990 مشاهدة
الحالة الأولى للمناسخة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. قال المؤلف -رحمه الله تعالى-
باب المناسخة
إن موت ثان قبـل قسـم حصــلا
فصحح الأولى وللثـاني اجعــلا
أخرى كذا واقسـم عليها ما قسـم
له من الأولـى وإن لـم ينقسـم
فاضرب في الأولى وفقها إن وافقت
سـهامـه أو كـلهـا إن فـارقت
ومن له شيء فـي الأولى فاضرب
في وفق أو في كل الأخـرى تصب
ومن له شيء في الأخرى في السهام
يضرب أو في وفقها يا ذا الهمـام
وافعل بثـالث كمـــا تقـدمــا
إن مات والميراث لـم يقسمـــا
وكل صـورة للأولى نـاسخـــة
فهذه طـريقـة المنـــاســخة
باب قسمة التركات
في التركة اضـرب سهـم كل أبـدا
واقسم على التصحيح ما قد وجـدا
وخذ من التركــة فـي الصـريح
بنسبـة الســــهام للتصحيـح
باب الرد
والرد نقص هــو فـي الســهام
زيادة في النصـب والإقســــام
فاردد على ذي الفرض دون مــين
بقدر فرضـه ســوى الزوجــين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
المناسخة: مشتقة من النسخ الذي هو: الإزالة. ومنه قولهم: نسخت الشمس الظل -أي- أزالته، ونسخت ما في الكتاب -أي- نقلته.
وتعريفها: أن يموت واحد من الورثة قبل قسمة التركة الأولى.
وعلى هذا ذكروا أنها لها ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن يكون ورثة كل ميت لا يرثون غيره.
والحالة الثانية: أن يكون ورثة الميت الثاني هم بقية ورثة الأول، وإرثهم من الثاني كإرثهم من الأول.
والحالة الثالثة: أن يكون إرث الآخرين متغيرًا عن إرث الأولين، أو دخل معهم غيرهم.
صورة الحالة الأولى: أن يموت ميت، وله عشرة أبناء، كلهم يرثونه سواء. مات واحد منهم، ميراثه لإخوته، ومات الثاني ميراثه لإخوته، والثالث، والرابع، والخامس، والسادس، والسابع. ما بقي منهم إلا ثلاثة. كل واحد من الستة أو السبعة الذين ماتوا ورثه هؤلاء الثلاثة. ففي هذه الحال تَقْسم المال بين الثلاثة، ولا حاجة إلى أن تَقْسم بينهم ميراث أبيهم، ثم ميراث أخيهم الأول، ثم ميراث الثاني وهكذا. فإن في هذا تكرار لا داعي إليه.
ويسمى هذا الاختصار قبل العمل؛ بمعنى: أنك لم تحتج إلى قسم كل المسائل؛ اختصرتها قبل أن تقسم الأول، وقبل أن تقسم الثاني.