إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
شرح نظم البرهانية
113261 مشاهدة print word pdf
line-top
الحكم في زوجة المفقود

كذلك زوجته تبقى في ذمته هذه المدة؛ لكن يقول كثير من العلماء: الأولى أن الحاكم يجتهد؛ لأنه إذا انقطع خبره مدة طويلة فإن على الآخرين ضررا. الزوجة عليها ضرر، لو غاب وعمره عشرون سنة فهل نقول لزوجته: تبقى سبعين سنة وهي معلقة؛ لا أيما، ولا ذات زوج؟! لا شك أن في هذا ضررا؛ فللقاضي أن يجتهد ويحكم بما يراه. ثم في هذه الأزمنة قد يقال: إن الحالة قد تغيرت؛ بحيث قربت المسافات. الذي كان لا يقطع إلا في سنتين يقطع في بضع ساعات، المسافات التي يقطعها بعضهم في خمس سنين بواسطة السير على الرواحل ونحوها. فالأصل أنه يجتهد الحاكم، وأنه يُبعث من يبحث عنه في الجهة التي توجه إليها، وهناك مخابرات، وهناك مكالمات هاتفية، وكذلك أيضًا هناك رحلات سريعة؛ يمكن أنهم يحصلون على علم وعلى معرفة به، وفي أي جهة كان.
لا شك أن مثل هذا؛ أنه يقرب البعيد، فللحاكم أن يجتهد بما يراه؛ ولكن كلام الفقهاء فيما إذا انقطع خبره، ولم يمكن أن يوصل إليه، ولا معرفة لأحد به؛ وذلك لأنه قد يُخفِي نفسه. قد يحرص على الإخفاء والاختباء؛ بحيث أنه لا يكلم أحدا من أهله، ولا يظهر خبره. يفعل ذلك كثيرون لأسباب: كأن يكون –مثلاً- قاتلاً قد قتل إنسانا وهرب، وخاف أنه إذا عثر عليه أن يقتل؛ فيختفي في بلاد بعيدة، ويخفي نفسه، ويظهر بين أهل تلك القرية كأنه واحد منهم؛ يعمل، ويحترف، ويشتغل، ويقيم على ما هو عليه من الغربة؛ غامضًا في الناس. لا أحد يعرفه، ولا أحد يدري من أين جاء؛ فتطول مدته؛ ففي هذه الحال يمكن أن ينتظر تمام تسعين عامًا، وكذلك أيضًا كثير من الغارمين -الذين عليهم ديون كثيرة أثقلتهم- يهرب، ويختفي في بعض الدول، وينقطع خبره؛ لأنه ليس عنده قدرة على أن يوفي ما بذمته، وإذا جاء فقد يسجن مدة طويلة، أو نحو ذلك؛ فلذلك قد يخفي نفسه، وتطول مدة الانتظار، ففي هذه الحال يعمل بما ذكر الفقهاء؛ من انتظاره تمام تسعين سنة من ولادته، ثم يقسم بعد ذلك ماله، وفي هذه الحال أيضًا كما قلنا؛ يرث من أقاربه الذين ماتوا. في مدة الانتظار.

line-bottom