إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
178537 مشاهدة print word pdf
line-top
عدد الجنات

...............................................................................


وقد ذكر الله بعض ما فيها على وجه التفصيل في سورة الرحمن؛ فذكر أن هنا أربع جنات:
الجنتان الأوليان وصفهما بأبلغ الصفات في قوله تعالى: فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ؛ هذا دليل على كونهما -أي: العينان- تجريان يعني: تجري وتسيح من غير أن يكون لها أخدود, تجري من تحتها الأنهار، ثم قال: فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ كل الفواكه التي يمكن أن تتصور فيها نوعان، جميع الفواكه. كذلك قال بعد ذلك: مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ هذا اتكاؤهم على فرش, يعني: تلك الفرش التي يجلسون عليها بطائنها من إستبرق، يقول العلماء: إذا كانت هذه البطائن الخفية، أنها من الإستبرق وهو خالص الحرير، وهو أنعم ما يُلْمَسُ، فكيف بظاهرها؟! فإنه ألذ وألين، هذا متكؤهم الذي يتكئون فيها, يعني: يعتمدون على ظهورهم, أو على جنوبهم على هذه الْفُرُش التي بطائنها من إستبرق، ثم يقول: وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ .
الجنى: هو الثمر، جناها يعني: ثمر الجنتين, دان يعني: قريب في متناول الأيدي، لا يحتاجون إلى أن يصعدوا الشجر ويجمعوا بل يأخذون ويقتطفون منه؛ كقوله في آية أخرى: قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ القطوف: هي الثمار التي تقطف, يعني: تؤكل وتتناول.

line-bottom