القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
179032 مشاهدة print word pdf
line-top
اتصالات الروح

...............................................................................


ذكر العلماء أن للروح في الجسد خمس اتصالات:
اتصال وهو في الرحم قبل أن ينفصل إلى الدنيا، ولأجل ذلك تحس به الحامل أنه يتحرك في بطنها، دليل على أن فيه روحا، وإن كانت تلك الروح لم يتكامل وجودها.
والاتصال الثاني: في هذه الدنيا في اليقظة، فإنهم يعلمون أنها اتصلت به، وأنه يتحرك بواسطة هذه الروح، ويتقلب في أمره، ولا يتحرك منه جزء -ولو شفير عينه- إلا بواسطة هذه الروح.
والاتصال الثالث: في النوم. معلوم أيضا أنه حَيٌّ وهو نائم، ولأجل ذلك يستيقظ إذا أوقظ، ويشاهد أنه يتقلب مع أنه نائم، ومع أن روحه خرجت، ولكن ليس خروجا كُلِّيًّا.
أما الاتصال الرابع: فهو الاتصال في القبر، لا بد أن روحه تتصل بجسده كما يشاء الله، ولو أن جسده أصبح ترابا، فإن الله تعالى قادر على أن يوصل إليه شيئا من الحياة بهذه الروح.
أما الاتصال الخامس: فهو الاتصال في الآخرة عندما يُبْعَثُ حيا وذلك هو أتم الاتصالات، بحيث لا يعتريه بعدها نوم، ولا موت، ولا خمول، ولا ألم. ويكون اتصالا كُلِّيًّا، ومعلوم أن الأحكام تتفاوت بهذه الاتصالات.
فالأحكام في الدنيا على الأبدان، ولكن الأرواح تابعة لها؛ ولذلك العقوبات تكون على البدن، فالجلد للزاني، أو للشارب، أو القاذف على البدن، وكذلك القتل قصاصا على البدن، وكذلك أيضا قطع اليد في السرقة على البدن، والقصاص في الأطراف على الأبدان. أما الأحكام في البرزخ فإنها على الأرواح ولكن الأجساد تابعة لها، ولو قد بليت وفنيت، فالأحكام على الأرواح، الروح هو الذي ينعم، ويعذب، ويصعد، وينزل، ويسأل، ويجيب في البرزخ، فالأحكام على الأبدان في الدنيا، والأرواح تابعة لها، وعلى الأرواح في البرزخ، والأبدان تابعة لها.
أما في الدار الآخرة فإن الأحكام على الجميع -على البدن والروح-؛ وذلك لأن الروح قد اتصلت بالبدن اتصالا كُلِّيًّا، اتصالا كاملا، لا يعتريه بعد ذلك تغير ولا خروج ولا انتقال؛ فهذا دليل على أن الروح تنفصل عن الجسد.

line-bottom