عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
122906 مشاهدة print word pdf
line-top
عدم إتقان المدرس لعمله والعجلة فيه ورفضه المساعدة في التصحيح


س 25: وسئل -رعاه الله- ما نصيحتكم لبعض إخواننا المدرسين الذين يستعجلون في تصحيح إجابة الاختبار، وكذا بعض إخواننا المدرسين الذين يمتنعون عن مساعدة إخوانهم المدرسين في التصحيح إذا دعت الحاجة، والذين هم من نفس التخصص؟ وما قولكم في بعض المدرسين الذين تسند إليهم مراجعة المادة بعد تصحيحها فلا يعطونها حقها من الاهتمام؟ وما رأيكم في بعض المدرسين الذين ينجزون تدقيق نتائج الامتحان النهائي لمدرسة أخرى غير مدرستهم بعجلة متناهية، مما يفوت عليهم كثيرًا من الملاحظات والأخطاء؟ أفتونا مأجورين.
فأجاب: إن على المدرسين جميعًا العمل في إخراج النتائج كاملة كما ينبغي ويجب أن يدقق في التصحيح ومعرفة ما يستحقه كل طالب بدون عجلة أو تساهل، ولو تأخر في العمل، ولو وصل النهار بجزء من الليل، فإن واجبه إعطاء كل ذي حق حقه بدون بخس أو زيادة؛ حيث إن العجلة والسرعة الشديدة قد تفوت عليه الكثير من الملاحظات، فإما ألا يتفطن للأخطاء والنقائص، وإما أن يتجاوز الحد فيزيد لمن لا يستحق الزيادة، أو يفوته ما أملاه الطالب من الدقة وغوامض الاستنباطات التي يستحق عليها التشجيع ومنح درجة أو درجات، فمتى تأنى وصبر وتتبع الكلام أوله وآخره بتأمل وتفكير فإنه يعطي كل ذي حق حقه.
ثم إن التصحيح لجميع المواد من واجب المدرس، ولو لم يقم بتدريسها فلا بد أن يتعاون مع غيره وأن يتساعدوا جميعًا على التصحيح، حتى يخرجوا النتائج سريعة، وإن كان الأصل أن كل مدرس يقوم بتصحيح المواد التي يتولى تدريسها ويعرف بتصحيحها، وليس بمسئول عن غيرها، ولكن من باب التعاون والحرص على الإسراع في إخراج النتائج، وإراحة الطلاب الذين ينتظرون خروجها بفارغ الصبر؛ ونظرًا لأن المدرس قد يكون عنده فراغ في بعض الأيام نقول: إن امتناعه من التصحيح يعتبر كسلا وقلة الاهتمام، وهو مما ينافي المروءة والتعاون بين الإخوان والطاعة للرؤساء وولاة الأمور.
وهكذا يقال في التدقيق الذي هو تتبع الجواب بعد أن يصححه المدرس الأول، فإنه بحاجة إلى آخر يقوم بتدقيقه والنظر في جمع الدرجات، وإعطاء كل جملة ما عليها من الدرجة، فأرى أن من أمر بتولي هذا التدقيق أن يقوم به كاملًا بدون تضجر أو ملل، ولو كان لغير الطلاب الذين تولى هو تدريسهم، ولو لم يكن من مسمى عمله، لكن ذلك من باب التعاون على الخير ومن باب طاعة أولي الأمر، وعليه التأني في التدقيق وعدم العجلة حتى تتم النتيجة كما ينبغي.
وهكذا يقال في تدقيق النتائج التي هي جمع درجات المواد لكل طالب والتحقق من صحة الجمع الأول، أو وقوع غلط في جمع درجات جميع المواد، فنقول: إن على من أسند إليه تدقيق هذا الجمع وتتبع جميع المواد ألا يعجل في ذلك؛ فإنه من باب التعاون مع إخوانه، فربما أسرع في الجمع فوقع زيادة أو نقص، فلا بد من التأني في جمع المواد ليظهر ما وقع فيه الأولون من خطأ أو نقص.

line-bottom