إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
122844 مشاهدة print word pdf
line-top
تغاضي المدرس عن الطالب الغائب بدون سبب لأجل معرفة أو شفاعة من مدرس آخر


س 18: وسئل -وفقه الله- عندما يقوم أحد المدرسين بأخذ الغياب بعد مروره على الفصول، يتبين له أن أحد الطلاب غائب، لكن المدرس تغاضى عنه ولم يسجله غائبًا؛ لكونه يعرفه أو تعاطف معه، أو كون مدرس آخر توسط له بدون الرجوع إلى إدارة المدرسة، فما حكم هذا التصرف؟
فأجاب: المعتاد أن هناك مراقبون يتفقدون الطلاب؛ إما بأسمائهم أو بأرقام مجالسهم، وقد يوكل أخذ الغياب إلى المدرس في كل حصة يلقيها، وبكل حال فإن ذلك أمانة يجب فيها العدل والتسوية بين الطلاب سواء كان المتفقد المراقب أو المدرس، فلا يجوز التغاضي عن طالب لقرابة أو تعاطف أو حمية أو وساطة مدرس، ثم بعد رفع أسماء الغائبين للإدارة الصلاحية في النظر في الأعذار، والصفح عن البعض الذي لم يكن يعتاد مثل هذا الغياب، ولا بأس بالشفاعة لمن عرف بالمواظبة والحرص على الحضور، ومن لا يعرف المدير عنه شيئًا، فيبين له من يستحق العفو عنه ومن لا يستحقه، وعليه العدل وعدم المحاباة أو التحامل على أحد لهوى نفس ونحوه، والله أعلم.

line-bottom