إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
118963 مشاهدة print word pdf
line-top
أسلوب الموجه العنيف وهجومه اللاذع مع المدرسين


س1: سئل -وفقه الله- بعض الموجهين يستعمل أسلوبًا عنيفًا لاذعًا وحِدّةً مع المدرس، فيبدأ معه بذكر مثالبه ويجرحه ويسيء الكلام معه، ويتقصى كل سلبياته، وأحيانًا يبالغ في ذلك، ثم يذكر إيجابياته ومحاسنه، فهل هذا هو الأسلوب التربوي المفيد، أم على العكس من ذلك؟ نرجو الإفاضة في الإجابة على هذا السؤال لأهميته.
فأجاب: الموجه هو الذي يتفقد أحوال المدرسين ويتابعهم في دروسهم ويأخذ فكرة عن كل واحد في الغالب، ولا بد أن يكون عنده تعليمات من قبل الوزارة والرئاسة التي بعث من قِبَلِها.
ثم إن الموجه أحيانًا يتمسك بطريقة واحدة، ويرى أن على كل مدرس الالتزام بها والتقيد بما جاء في تلك التعليمات، فتراه يلاحظ على أكثر المدرسين الذين يخالفون ما رسمه في ذاكرته، وأرى أن هذا غير سديد؛ وذلك أن المدرس قد تدرب على العمل، وفكر في طرق التعليم، وباشر إلقاء الدروس مدة طويلة أو قصيرة، وعرف الأساليب المفيدة والوسائل التي توصل تلك المعلومات إلى أذهان الطلاب، وعرف كيف يجتذب أفهامهم، وكيف يلفت انتباههم، فالموجه عليه أن يشجعه على ما يستعمله من أسباب التفهيم، وأن يأخذ هذه الأفكار من المدرس ويرشد إليها الآخرين، وأن يبين له الملاحظات ويسأله عن عذره فيها، ويقبل اعتذاره إذا أخلّ بشيء من التعليمات العامة لسبب أو لمناسبة، وتكون تلك الملاحظات سرًّا بينه وبين المدرس.
لكن إذا لاحظ أن من المدرسين من يتساهل كثيرًا، ولا يهتم بهذه الأمانة، ولا يعمل بالتعليمات، ويصر ويستمر على هذا الإهمال؛ فإن على الموجه أن يشدد في الإنكار عليه، ويبين له الأخطاء التي ارتكبها، وما أخلّ به من الواجبات، فمتى لم يتقبل فعلى الموجه أن يرشد مدير المدرسة إلى نصحه وتوجيهه أو السعي في نقله من هذا العمل إلى غيره، حتى تحصل الفائدة المطلوبة، والله أعلم.

line-bottom