لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
322958 مشاهدة print word pdf
line-top
موالاة زوجات النبي وتبجيلهن

أهل السنة يوالون زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- وذلك لأن الله تعالى أثنى عليهن في هذه الآيات في قوله تعالى: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ لا شك أنهن من أقوى النساء تقوى، فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ إلى آخر الآيات لَسْتُنَّ ويقول تعالى: وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ .
من فضائلهن أنهن اخترن النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهن لما جاء التخيير؛ كل واحدة تقول: أريد الله ورسوله، والدار الآخرة، ولم تقل واحدة منهن: أريد الحياة الدنيا، وثبتن على حالتهن، وانقطعن عن الأزواج بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- لأن الله حرمهن على غيره في قوله تعالى: وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا لأنهن نساؤه في الآخرة؛ نساؤه في الآخرة هكذا بقين على الرضا به ليكن نساء له في الآخرة.
فأهل السنة يتَرضَّون عن زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- ويعتقدون أنهن أمهات المؤمنين لقوله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ يعني في الاحترام يحترمهم المسلمون، ويعرفون فضلهن، ويعتقدون أنهن المطهرات لقوله تعالى: وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ النبي -عليه السلام- طيب، ونساؤه اللاتي اختارهن الله تعالى له من الطيبات، مطهرات، مبرآت من كل سوء، منزهات عن كل ذنب، ومنزهات عن كل فاحشة، حماهن الله تعالى حماية لنبيه -صلى الله عليه وسلم-.
واختلف في أفضلهن فقال بعضهم: أفضلهن خديجة وقيل أفضلهن عائشة والصحيح أن خديجة أفضل بالسبق؛ لأنها أسلمت من قبل ونصرت النبي -صلى الله عليه وسلم- وواسته بمالها ورزقه الله تعالى منها أولادًا.

line-bottom