تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
شرح لمعة الاعتقاد
193870 مشاهدة
أبو بكر الصديق يجمع خصال الخير

سنذكر مثلا من فضائل أبي بكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حقه إني قلت لكم: إني رسول الله، فقلتم: كذبت. وقال أبو بكر صدقت وواساني بنفسه، وبماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي ونذكر مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- ما نفعني مال أحد ما نفعني مال أبي بكر أي: لم ينفعني مثل مال أبي بكر ومن فضائله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شهد له بالجنة وبدأ به في قوله: أبو بكر في الجنة إلى آخره.
وأنه قال لما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أبواب الجنة، وأن بابًا للصائم يدعى معه الصائمون، وبابًا للمتصدقين يدعى معه المتصدقون، وبابًا لأهل الصلاة يدعى معه المصلون، وبابًا لأهل الجهاد يدعى معه المجاهدون إلى آخره.
فقال أبو بكر فهل يُدعى من تلك الأبواب كلها أحد، قال: نعم وأرجو أن تكون منهم يعني أن أبا بكر يدعوه هؤلاء لأنه من أهل الصدقة، ويدعوه مع هذا الباب آخرون؛ لأنه من أهل الصلاة، وآخرون مع هذا الباب لأنه من أهل الزكاة، وآخرون مع هذا الباب لأنه من أهل الجهاد، يدعى من جميع الأبواب لأنه جمع خصال الخير؛ فلذلك قال: أرجو أن تكون منهم أي ممن يدعى مع تلك الأبواب كلها.
وكذلك أيضا لما سأل صحابته فقال: من أصبح منكم صائما؟ قال أبو بكر أنا، وقال: من عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر أنا. من تصدق منكم على مسكين ؟ قال أبو بكر أنا، فقال: ما اجتمعن في شخص إلا دخل الجنة .
وكذلك زكاه بالإيمان لما ذكر مرة بقرة تتكلم، فتعجب الناس فقال: آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر .
وكذلك من فضائله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصحبه دائما لم يتخلف عن صحبته من فضائله أنه صحبه لسفر الهجرة من مكة إلى المدينة منفردين متعرضين للأخطار، ولكن الله تعالى حماهما من وقت خروجهما حتى وصلا إلى المدينة لا شك أن ذلك كله دليل على فضله -رضي الله عنه- وله الفضائل الكثيرة.