لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
323123 مشاهدة print word pdf
line-top
من حق النبي على الأمة: وجوب محبته صلى الله عليه وسلم

كذلك أيضا من حقوقه على أمته محبته كمحبة الله؛ يعني أن نحبه من كل قلوبنا قال الله تعالى: قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ أي: إذا قدمتم محبة هذة الأمور الدنيوية أو قدمتم محبة أقاربكم على محبة الله ومحبة رسوله ومحبة الجهاد في سبيله فإنكم قد وقعتم في هذا الأمر العظيم، تربصوا انتظروا ما يحل بكم: حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ .
أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين .
أي: يقدم محبة الله ومحبة نبيه على محبة كل شيء، ومعلوم أن المحبة لها آثار، آثارها: التقديم لأقواله على قول كل أحد، وتقبل كل ما جاء به وعدم رد شيء من سنته أو سيرته؛ فكل ذلك من آثار محبته، وبذلك الذين يقولون: إنهم يحبونه، ولكن مع ذلك لا يعملون بسيرته دعواهم باطلة؛ إذا قال أحدهم: أنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: أين علامة المحبة؟ حب الله تعالى وحب نبيه يستلزم الطاعة ويستلزم التقبل؟ من ادعى محبة الله أو محبة نبيه ولم يوافقه فدعواه باطلة.

line-bottom