إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
شرح لمعة الاعتقاد
194256 مشاهدة
ظهور محمد بن عبد الوهاب

بعد شيخ الإسلام لم يكن هناك من يتجرأ على إظهار هذه العقيدة السليمة إلى أن ظهر أئمة الدعوة محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه فهم الذين جددوا معتقد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات فظهرت -والحمد لله- في هذه الجزيرة هذه العقيدة، وأما عقيدة الأشعري والكلابي والمعتزلي فإنها متمكنة في كثير من الدول التي تنتمي إلى الإسلام، وفي كثير من الجامعات التي تدرس تلك العقيدة، وينكرون على من أنكر عليهم ويبدعون من انتحل معتقد أهل السنة، ولا يزالون يكتبون ولا يزالون يؤلفون في مصر وفي الشام وفي المغرب وفي عمان وفي الإمارات وفي الكويت وما أشبهها لا يزالون يكتبون بما يعتقدونه ويردون علينا وعلى ما نقول به، فينكرون على أهل السنة إثبات أن الله تعالى يراه العباد يوم القيامة، وأنه يراه أهل الجنة ويقولون هذا لا حقيقة له ويؤلفون ردودا ومحاضرات وأشرطة في الإنكار علينا، لا شك أنهم ضالون مضلون لأنهم على ما كان عليه أسلافهم من تلك العقيدة الزائغة فلا يلتفت إلى معتقداتهم.
يرجع أهل السنة -والحمد لله- إلى عقيدتهم التي كان عليها السلف الصالح فهي عقيدة أهل السنة والجماعة التي كتب فيها العلماء، وهي طريقة الفرقة الناجية التي مدحها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله -عز وجل- وأخبر بأن أمته ستتفرق فرقا بقوله: وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة هكذا أخبر، سئل من هم الواحدة؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم أنا وأصحابي .