من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح لمعة الاعتقاد
323052 مشاهدة print word pdf
line-top
إثبات صفة الوجه لله تعالى

فمن ذلك قوله تعالى: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ وقوله: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وقوله تعالى: إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وقوله تعالى: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ .
وقوله تعالى: وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وقوله: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ونحو ذلك من الآيات فإن فيها إثبات الوجه لله تعالى أخبر الله تعالى بأن له وجه الوجه: صفة ذاتية موصوف بها الرب تعالى فهي من صفات ذاته وقد أنكرها المعتزلة, والأشاعرة, ونحوهم، وادعوا أن وجه الله عبارة عن الذات وجهه يعني ذاته ويرد عليهم بالآيات الصريحة الكثيرة التي صرحت بإثبات الوجه؛ فإنها واضحة.
ثم بالأحاديث النبوية مثل قوله صلى الله عليه وسلم: وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن رداء الكبرياء على وجهه يعني أنه احتجب برداء الكبرياء على وجهه وثبت أيضا في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في صفات ربه تعالى: حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه سبحات وجهه: يعني نور وجهه، وغير ذلك من الأحاديث فيثبت أهل السنة صفة الوجه.
وفي الدعاء المشهور الذي في السنن وغيرها يقول: وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك لما أن بعض أهل السنة دعا بهذا الدعاء سمعه بعض المعتزلة فقال: هب أن له وجها كيف يمكنك النظر إليه؟ وهذا دليل على انتكاس فطرهم؛ أنكروا النظر, وأنكروا الوجه, فهذا صفة ذات صريحة يسأل المؤمن ربه لذة النظر إلى وجهه؛ يعني: في الجنة, وفي أحاديث النظر إلى وجه الله تعالى أنه يكشف وجهه فلا يلتفتون إلى شيء ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم تعالى.

line-bottom