تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
شرح لمعة الاعتقاد
194224 مشاهدة
بعض عقائد القدرية

من جملة عقائدهم الأصول الخمسة: التوحيد والعدل والمنزلة بين منزلتين وإنفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فالتوحيد عندهم يضمنونه إنكار الصفات، والعدل يضمنونه إنكار القدرة؛ يعني أن الله ليس بقادر على كل شيء، والمنزلة يضمنونها أن العصاة خرجوا من الإيمان ولم يدخلوا في الكفر، وإنفاذ الوعيد يضمنونه أن العصاة وأهل الكبائر مخلدون في النار، والأمر بالمعروف يضمنونه الخروج على الولاة، هذا معتقد المعتزلة، وكأنهم فروع من الخوارج؛ ولذلك يسمى هؤلاء مجوس هذه الأمة، الذين يجعلون العباد يخلقون أفعالهم ولا يجعلون لله تعالى قدرة على أفعالهم، لا يجعلون لله قدرة على أفعال العباد لماذا سموا لأنهم يجعلون مع الله من يخلق.