الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
شرح لمعة الاعتقاد
194173 مشاهدة
الإيمان بالصفات المُشْكِلة لفظا والتوقف عن السؤال عن كيفيتها

وأما ما أشكل من ذلك: ما أشكلت معانيه وأشكل تكييفه فإن أهل السنة يقبلونه ويعترفون بدلالته على معاني الحقيقة مفهومة ظاهرة إلا أنهم يتوقفون عن كيفية تلك الصفات فإن لها كيفية ولكن كيفيتها وما هي عليه تقصر عن ذلك أفهام المخلوقين فيقولون: نؤمن بها ونثبتها ونترك التعرض لتأويلها ونترك التعرض لتمثيلها وكذلك لتكييفها -أي- يقولون: كيفيتها لا يعلم بها إلا الله تعالى هذا معنى قوله: ترك التعرض لمعناه، أي: ترك التعرض لتكييفه. وأما المعنى فإنه ظاهر لأنه يدل دلالة على شيء واضح فلا بد أن يعترف أهل السنة بما يدل عليه من المعاني.
ونرد علمه إلى قائله: يعني: علم الكيفية وعلم الكنه كنه الشيء أي ما هو عليه وكيفيته أي الكيفية التي هو عليها والتي يمكن تصورها هذا هو الذي لا يجوز التحدث فيه نرد علمه إلى قائله.
ونجعل عهدته على ناقله: العهدة يعني: مسئوليته إذا نقلت إلينا هذه الصفات نقول: عهدتها على ناقلها نقبلها فإذا كان فيها خطأ فلسنا نحن الذين أخطأنا في نقلها بل نقلها غيرنا.
اتباعا لطريق الراسخين في العلم. الرسوخ: هو التمكن الراسخون في العلم هم الذين رزقهم الله تعالى تمكنا قويا وسعفة في المعلومات فرسخت العلوم الدينية في قلوبهم وفي عقولهم مدحهم الله تعالى بقوله: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا أثنى الله تعالى عليهم في القرآن بهذه المقالة؛ وذلك لأنه إذا أشكل عليهم شيء من تكييف بعض الصفات توقفوا وقالوا: آمنا به، المحكم والمتشابه نقبله ونعلم أنه كله من عند ربنا ولا نرده ولا نشتغل بتأويله ولا نشتغل بتحريفه؛ بل نسلم له ونقبله كما أمرنا الله تعالى.