إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
شرح لمعة الاعتقاد
332986 مشاهدة print word pdf
line-top
موالاة زوجات النبي وتبجيلهن

أهل السنة يوالون زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- وذلك لأن الله تعالى أثنى عليهن في هذه الآيات في قوله تعالى: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ لا شك أنهن من أقوى النساء تقوى، فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ إلى آخر الآيات لَسْتُنَّ ويقول تعالى: وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ .
من فضائلهن أنهن اخترن النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهن لما جاء التخيير؛ كل واحدة تقول: أريد الله ورسوله، والدار الآخرة، ولم تقل واحدة منهن: أريد الحياة الدنيا، وثبتن على حالتهن، وانقطعن عن الأزواج بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- لأن الله حرمهن على غيره في قوله تعالى: وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا لأنهن نساؤه في الآخرة؛ نساؤه في الآخرة هكذا بقين على الرضا به ليكن نساء له في الآخرة.
فأهل السنة يتَرضَّون عن زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- ويعتقدون أنهن أمهات المؤمنين لقوله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ يعني في الاحترام يحترمهم المسلمون، ويعرفون فضلهن، ويعتقدون أنهن المطهرات لقوله تعالى: وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ النبي -عليه السلام- طيب، ونساؤه اللاتي اختارهن الله تعالى له من الطيبات، مطهرات، مبرآت من كل سوء، منزهات عن كل ذنب، ومنزهات عن كل فاحشة، حماهن الله تعالى حماية لنبيه -صلى الله عليه وسلم-.
واختلف في أفضلهن فقال بعضهم: أفضلهن خديجة وقيل أفضلهن عائشة والصحيح أن خديجة أفضل بالسبق؛ لأنها أسلمت من قبل ونصرت النبي -صلى الله عليه وسلم- وواسته بمالها ورزقه الله تعالى منها أولادًا.

line-bottom