تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
332912 مشاهدة print word pdf
line-top
وجوب حب أصحاب النبي وحب من يحبهم


فمن السنة أننا نتولَّاهم يعني: نعتقد ولايتهم، نواليهم، والموالاة: هي محبتهم، ونصرتهم، واتخاذهم أولياء لنا، فنتولاهم، ونتبرأ من أعدائهم، ونتبرأ ممن تبرأ منهم، ونحذر من يسبهم ويضللهم ويخطئهم، فإن ذلك من الاعتراض على الله تعالى.
محبتهم واجبة؛ وذلك لأنهم يحبون الله تعالى ويحبون رسوله، ومحب المحبوب محبوب، فنحن نحب الله تعالى، ونحب رسوله -صلى الله عليه وسلم- ونحب كذلك من أحب الله ورسوله.
دليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر وواجب علينا أن نحب ما يحبهم الله أن نحب أولياء الله الذين يحبهم الله تعالى، ولا شك أن من أولياء الله الصحابة صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فنحبهم ونحب من يحبهم محبتنا لهم محبة قلبية، وليس أنا أدركناهم ولا رأيناهم ولكن نقلت إلينا أخبارهم وعرفنا آثارهم وعرفنا فضائلهم فنحبهم كما أحبهم الله تعالى.
نزل فيهم قول الله تعالى: يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ فإذا أحبهم الله فإن كل مؤمن يحب أحباب الله، ونذكر فضائلهم، ومحاسنهم التي ذكرها الله تعالى فنقول: إن الله تعالى أثنى عليهم بأنهم تركوا أموالهم، وبلادهم لله سبحانه تعالى، وأنهم صبروا على اللأواء، وصبروا على الشدة، وصبروا على الأذى في ذات الله، ومن محاسنهم أنهم نصروا الله، ونصروا نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأنهم واسوه بأموالهم، وبأنفسهم، وأنهم فدوه بأنفسهم، ومن محاسنهم أنهم جاهدوا في سبيل الله وحرصوا على إظهار دين الله أظهروه حتى ظهر، ومن محاسنهم أنهم حفظوا الإسلام حفظوا القرآن وبلغوه وحفظوا السنة وبلغوها، وعلموا من جاء بعدهم شريعة الله، فتعلم من جاء بعدهم دين الله تعالى تعلموا الشريعة وتعلموا الأحكام بواسطة هؤلاء الصحابة الذين هم واسطة بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين من جاء بعدهم، ولا شك أن من محاسنهم أن الله تعالى أثنى عليهم، فسمى بعضهم السابقين الأولين يعني: السبق إلى الخيرات.
وسماهم المهاجرين والأنصار في مثل قول الله لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ اتبعوه في حال الإعسار اتبعوه في حالة المشقة، اتبعوه في حالة الضرر، وفي حالة الجوع والجهد، ومع ذلك صبروا واحتسبوا -لا شك- أن هذا دليل على فضلهم.
كذلك نذكر فضائلهم التي فضلهم الله تعالى بها، والتي ذكرها لهم نبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم-.

line-bottom