جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
324867 مشاهدة print word pdf
line-top
مناقب أبي بكر وأفضليته

فأفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه.
وسمي الصديق، نزل فيه قول الله تعالى: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ فالذي جاء بالصدق النبي صلى الله عليه وسلم، والذي صدق به هو أبو بكر هكذا، وقيل: إنه لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أسري به، وجاءوا إلى أبي بكر وقالوا: إن صاحبك يقول: إنه ذهب البارحة، ووصل بيت المقدس ووصل السماء ثم رجع، فقال: صدق إني أصدقه في أعجب من ذلك؛ أصدقه في خبر السماء. فسمي بالصديق رضي الله عنه لقوة تصديقه.
لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم نوَّب أبا بكر وقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس فراجعه بعض نسائه أن يقدم عمر فأكد وقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس فكان هو إمامهم يصلي بهم تلك الأيام التي لم يستطع النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي بهم إلى أن توفي النبي صلى الله عليه وسلم، فلما توفي اتفق الصحابة رضي الله عنهم على أن يقدموا أبا بكر خليفة عليهم، وقالوا: رضينا بدنيانا من رضيه النبي صلى الله عليه وسلم لديننا. فبايعوه.
ولما بايعوه وارتدت العرب الذين حولهم الأعراب وقالوا: لو كان محمد نبيا ما مات. فثبت الله تعالى أبا بكر وتم الأمر له، وقاتل المرتدين وأرسل من يقاتلهم، فاجتمعت الكلمة وتمت البيعة له ونشر الله تعالى الإسلام وتمكن بواسطة مبايعة هذا الخليفة رضي الله عنه، ما طالت خلافته قيل: إن بعض الأعداء سقوه سما.

line-bottom