إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
332978 مشاهدة print word pdf
line-top
الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم

وقد خالف في ذلك كثير من هؤلاء الغلاة وأعطوه شيئا من حق الله تعالى، يوجد ذلك كثيرا في نظمهم ونثرهم، ولا يبالون بما ينكر عليهم وأشهر من عرف بشيء من الغلو: البوصيري صاحب البردة؛ فإنه قد وقع في شيء من الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم مثل قوله:
فإن من جودك الدنيـا وضرتهـا
ومن علومك علم اللوح والقلـم
أي: جعل الدنيا والآخرة كلها بملكه، وجعله يعطي منها من يشاء ويمنع منها من يشاء، وهذا مخالف لقول الله تعالى: يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ومخالف لقوله: قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ؛ فجعل الدنيا وضرتها يعني: الآخرة كلها من جوده من جود النبي صلى الله عليه وسلم وجعل من علومه جزءا من علومه علم اللوح، اللوح المحفوظ الذي كتب الله تعالى فيه كل شيء إلى أن تقوم الساعة، كل ذلك جزء من علومه، وهذا أيضا خطأ إنما يعلم ما علمه الله وما أطلعه عليه؛ فلذلك قال: وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ .
فهؤلاء جعلوه يعلم كل شيء يعلم الأمور المغيبة، ويعلم ما في اللوح المحفوظ، وأدى بهم ذلك إلى الغلو فيه وطاعته أو عبادته مثل قوله:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بـه
سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي
فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
إذا لم تأخذ بيدي وتنجيني؛ فإني قد زلت قدمي، من يأخذ بيدي ومن ينجيني من العذاب إلا أنت، ما لي من ألوذ به سواك وأشباه ذلك.

line-bottom